236

المطلق والمقيد

المطلق والمقيد

Mai Buga Littafi

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

وقالوا أيضًا: إن معنى هذه الآية هو ما روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: "ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم" ١.
وأجاب الجمهور عن ذلك بأن قالوا: لا دلالة في الآية والحديث على منع حمل المطلق على المقيد؛ لأن الآية الكريمة والحديث الشريف وردا حثًا للمسلمين على التأدب مع رسول الله ﷺ وقت السؤال، ونهيًا لهم عن أن يسألوا عما ترك الرسول تفصيل حكمه، لئلا يودي سؤالهم إلى نزول تكاليف تشق عليهم وتعنتهم٢، ولم يكن هناك مقيد شرعه الشارع رجعوا إليه ليعرفوا منه حكم المطلق، وإنما سألوا عن تقييد الحكم ابتداء كما في قصة الرجل الذي سأل الرسول ﷺ عن فريضة الحج، فقد روى أبو هريرة ﵁ قال: خطبنا رسول الله ﷺ فقال:"يا أيها الناس

١ رواه مسلم في صحيحه في كتاب الحج انظر مسلم مع النووي ٩/١٠٠ - ١٠١، والإمام أحمد ٢/٢٤٧ المكتب الإسلامي.
والبيهقي في السنن الكبرى ٤/٣٢٦ دار المعرفة ط أولى سنة ١٣٥٢هـ.
وقال الألباني في إرواء الغليل شرح منار السبيل ١/١٨٣، رقم الحديث: ١٥٥، بعد أن أخرج الجملة الأولى منه: صحيح، وتمامه "فإنما أهلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه".
٢ تفسير ابن كثير ٢/١٠٥ ط دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي.

1 / 255