65

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

Mai Buga Littafi

دار عالم الكتب

Shekarar Bugawa

1417 AH

Inda aka buga

الرياض

الفترة، وينقلون عنه خلافاته مع غيره من الفقهاء، وبذلك لم يمت الشافعي إلا وقد ترك تركة مثرية من الفقه والاستنباط.

ويقول: "جاء الإمام الشافعي مصر، وفيها أعاد النظر في كتبه، وفي آرائه، وفي مذهبه، فغير وبدل، ووضع كتبه الجديدة، وأملى مسائل كثيرة، وروى عن أصحابه مسائل، وقد أثر عنه في مصر كتاب الأم، وروى عنه كتاب السُنن، ولقد قال السيوطي في حسن المحاضرة: وصنف بها (أي بمصر) كتبه الجديدة كالأم والأمالي الكبرى، والإملاء الصغير، ولقد قال إبن حجر في توالي التأسيس: قال أبو الحسين الأبرى حدثنا الزبير بن عبد الواحد حدثني محمد بن سعيد أخبرنا الفريابي أبو سعيد قال الربيع: أقام الشافعي ها هنا (أي مصر) أربع سنين، فأملاني ألفاً وخمسمائة ورقة وخرج كتاب الأم ألفي ورقة، وكتاب السُنن وأشياء كثيرة منها في أربع سنين"(١).

ومن خلال هذه الدراسة الفاحصة لما خلفه الشافعي من تأليف في مصر وما كتبه في هذه الحقبة أو أملاه فإننا نستطيع أن نعتمد في الفروع أو الفقه كتاب الأم وهو جماع مذهبه وفقهه بمصر وهو ما سمي بالجديد، أما الأصول فلعل الشافعي إكتفى بالرسالة وهو ما كان يطلق عليه إسم الكتاب، ويكاد يشط بعض الباحثين في الرسالة ومتى ألفت حتى أنك لتجدهم مرة يذكرونها من مؤلفاته مكة، ومرة يذكرونها من مؤلفاته بالعراق، ومرة يذكرونها من مؤلفاته بمصر، والحق ما أسلفناه وأن الرسالة ألفها بمكة لعبد الرحمن بن مهدي ساكن العراق، ومن هنا سميت الرسالة، إلا أنه أضاف

(١) الشافعي، ص ١٢٨-١٢٩.

60