المنتخب في تفسير القرآن الكريم
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
Mai Buga Littafi
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر
Lambar Fassara
الثامنة عشر
Shekarar Bugawa
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
Inda aka buga
طبع مؤسسة الأهرام
Nau'ikan
٦٣ - أولئك الذين يقسمون أنهم لا يريدون إلا الإحسان والعمل الموفق، يعلم الله حقيقة ما فى قلوبهم وكذب قولهم، فلا تلتفت إلى كلامهم وادعهم إلى الحق بالموعظة الحسنة، وقل لهم قولًا حكيمًا بالغًا يصل إلى أعماق نفوسهم.
٦٤ - وما أرسلنا من رسول إلا كان الشأن فى رسالته أن يطاع، وأن تكون طاعته بإذن من الله، وأن من ينافق أو يكذب أو يخالفه يكن ظالمًا لنفسه، ولو أن هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم رجعوا إلى الهدى فجاءوك وطلبوا المغفرة من الله على ما قدَّموا، ورجوت المغفرة لهم بمقتضى رسالتك وما رأيت من تغير حالهم، لوجدوا الله ﷾ كثير القبول للتوبة رحيمًا بعباده.
٦٥ - فوربك لا يُعَدُّونَ مؤمنين بالحق مذعنين له، حتى يجعلوك حكمًا فيما يكون بينهم من نزاع، ثم لا تضيق نفوسهم أى ضيق بما قضيت، ويذعنوا لك إذعان المؤمنين المصدِّقين.
٦٦ - ولو أننا فرضنا عليهم المشقة البالغة بأن أمرناهم بالجهاد المستمر، وأن يُعرِّضوا أنفسهم للتلف، أو ينفروا من ديارهم مجاهدين دائمًا، ما أطاع إلا عدد قليل، ولكن الله ﷾ لا يكلف إلا ما تحتمله الطاقة، ولو أنهم فعلوا وقاموا بحقه لكان فى ذلك خير الدنيا والآخرة لهم، وهو يؤدى إلى تثبيت الإيمان، والاستقرار والاطمئنان.
٦٧ - وإذا قاموا بحق التكليف الإلهى الذى يكون فى وسعهم، لأعطاهم الله على ذلك الثواب العظيم من فضله.
٦٨ - ولكانوا بسبب إطاعتهم فيما يطيقون، قد هداهم الله إلى الطريق المستقيم الذى لا إفراط فيه ولا تفريط.
٦٩ - ومن يطع الله والرسول بالتسليم لأمرهما والرضا بحكمهما، فهو مع الذين أنعم الله عليهم بالهداية والتوفيق فى الدنيا والآخرة من أنبيائه وأتباعهم الذين صدقوهم واتبعوا مناهجهم والشهداء فى سبيل الله، والصالحين الذين صلحت سريرتهم وعلانيتهم، وما أحسن هؤلاء من رفقاء لا يشقى جليسهم، ولا يُمَلُّ حَدِيثُهُم.
1 / 120