بابٌ في الدواب تموت في بئرٍ فيه ماء أو غيره
وإذا ماتت دابةٌ في بئرٍ، فيُنْزَفُ منه حتى يصفى، أو يغسل من الثياب ما يغسل منه(١) .
قال أبو حنيفة: ما كان مثل الفأرة ونحوها فعشرون دلواً، وما كان مثل الكبشِ ونحوه؛ فينزح منه عين البئر كلها حتى يغلبهم الماء (٢).
وقال الشافعي: إذا كان الماء قُلْتين من قِلال هجر؛ لم ينجس البئر؛ ولم ينزح منها شيء(٣).
وقال الأوزاعيُّ في الماء المعين: إذا كانت فيه الميتة أو الجب، قال: يُلقى ذلك الشيء الميت، وينزح منه دِلاء، ويلقى فيه تراب، وإذا صفا لونه وطاب ريحه؛ فتوضأ منه(٤).
وقال أبو شعيب: سمعتُ الأوزاعي، ويزيد بن أبي مريم(٥)، و[سعيد ابن عبد العزيز](٦)، يقولون في الجب يقع فيه الكلب أو القط أو نحو
(١) ((المدونة)) (١٣١/١)، و((الاستذكار)) (١٦١/١)، و((البيان والتحصيل)) (١١١/١).
(٢) انظر ((المبسوط)) للشيباني (٧٩/١، ٨٤)، و((المبسوط)) السرخسي (٩٠/١)، و((بدائع الصنائع)) (٧٤/١ وما بعدها)، و((الهداية)) (٢٤/١).
(٣) ((الأم)) (١٨/١)، و((المجموع شرح المهذب)) (١/ ١١٢).
(٤) ((الأوسط)) (٢٧٥/١).
(٥) هو أبو عبدالله يزيد بن أبي مريم ويقال: يزيد بن ثابت بن أبي مريم بن أبي عطاء، مولى سهل بن الحنظلية الأنصاري، إمام الجامع بدمشق، توفي سنة ١٤٤هـ، انظر «تهذيب التهذيب)) (٤٢٨/٤-٤٢٩).
(٦) كتب في النسخة الخطية: ((سعيد بن عبد الحكم عزيز))، وما أثبتناه هو الصواب؛ =