al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān
المحرر في علوم القرآن
Mai Buga Littafi
مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Nau'ikan
العرب في العدد سبعة ومضاعفاته أحيانًا، وإرادة المضاعفة خروج عن الأصل، فهو يحتاج إلى قرينة، والقرينة في الأحاديث خلافه، والله أعلم.
٧ - أن هذا الاختلاف كان له أثر كبير على بعض كبار الصحابة من القراء، إذ استنكر القراءة بغير ما أقرأه رسول الله ﷺ كما حصل لعمر مع حكيم بن حزام (١) - حتى بيَّن لهم رسول الله ﷺ أنه أقرأ بها وأنها أنزلت من عند الله.
٨ - أن القراءة بأي حرف من الأحرف السبعة تعتبر قرآنًا، وبأيها قرأ القارئ فهو مصيب.
٩ - أن الرسول الكريم؛ الرحمة المهداة من ربِّ العالمين ﷺ طلب المزيد من الأحرف تخفيفًا على أمته، وتوسيعًا عليها في القراءة، وذلك في قوله: «أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك»، وقد ورد في بعض طرق حديث الأحرف السبعة تفصيل آخر، فقد روى الإمام أحمد بسنده عن حذيفة ﵁ عن النبي ﷺ قال: «لقيت جبريل ﵇ عند أحجار المراء، فقال: يا جبريل إني أرسلت إلى أمة أمية: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لا يقرأ كتابًا قط، قال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف» (٢)، وفي تحديد هذه الفئات أمران:
الأول: أنَّ الذي يصعب على الأميِّ هو ما يعود إلى ما تعوَّده من
(١) روى البخاري (٢٤١٩) بسنده عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَقْرَأَنِيهَا فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّى سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَاتَنِيهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَرْسِلْهُ اقْرَا». فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِى سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ». ثُمَّ قَالَ لِيَ: «اقْرَا». فَقَرَاتُ فَقَالَ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ».
(٢) المسند (٥:٤٠٠)؛ وأخرجه أيضًا الترمذي (٢٩٤٤) من حديث أُبي بن كعب ﵁، وقال: حسن صحيح.
1 / 88