al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān
المحرر في علوم القرآن
Mai Buga Littafi
مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
Bugun
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Nau'ikan
الثاني: الحرف الساكن المظهر؛ كالتقاء النون الساكنة بأحرف الحلق الستة أو غيرها مما يقع فيه الإظهار (١)، وقد ذكر الخراز في منظومته ضبط الحرف الساكن المظهر، فقال:
.................. ... فمظهر سكونه مُصَوَّر
ضبط السكون قد مضت وجوه الخلاف فيه بين الضابطين في الفقرة قبله، ويدخل في ضبط المظهر ما وقع عليه الإجماع، وما وقع فيه الخلاف، فيضبط عند من يرى الإظهار (٢).
٤ - قالت اللجنة: «وتعرية الحرف من علامة السكون مع تشديد الحرف التالي تدل على إدغام الأول في الثاني إدغامًا كاملًا بحيث يذهب معه ذات المدغم وصفته، فالتشديد يدل على الإدغام، والتعرية تدل على كماله، نحو: ﴿مِنْ لِينَةٍ﴾ ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ ﴿مِنْ نُورٍ﴾ ﴿مِنْ مَاءٍ﴾ ﴿أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا﴾ ﴿عَصَوْا وَكَانُوا﴾ ﴿وَقَالَتْ طَائِفَةٌ﴾ ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ﴾ وكذا قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَخْلُقْكُّمْ﴾».
التعليق على النص:
لما ذكروا أن الحرف الساكن يُضبط برأس حرف الخاء، أشاروا هنا إلى أنه قد يُعرَّى الحرف من السكون في مواضع، منها هذا الموضوع، وهو أن يُعرَّى الحرف المدغم، ويشدد الحرف المدغم فيه علامة على الإدغام الكامل،
(١) قال الخراز في ضبط النون الساكنة:
وحكم نون سكنت أن تلقي ... سكونها عند حروف الحلق
وقد شرحها التنسي (٦٥ - ٦٦)، فقال: (... فأشار في هذا البيت إلى أن حكم النون الساكنة إذا لقيها أحد حروف الحلق الستة أن تُلقى على النون؛ أي: تضع عليها علامة السكون، إما ما اختاره من الدارة، وإما غيرها على ما يأتي، إن شاء الله.
وإنما كان ذلك لأن حكم النون عند حروف الحلق الإظهار في اللفظ؛ لبعد مخرجها من مخرجهن، فلما كان يقرعها اللسان في اللفظ جاء النقط منبِّهًا على ذلك، فصوَّروا سكونها دلالة على قرع اللسان لها لفظًا، كما هو الشأن في كل ما يقرعه العضو المعتمد عليه لفظًا، حسبما نصَّ الناظم بعدها في قوله (فمظهر سكونه مصور) ...).
(٢) ينظر: الطراز شرح ضبط الخراز (ص١٣٧ - ١٣٩)؛ وينظر منه كذلك: (ص٦٥ - ٦٦).
1 / 295