al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān
المحرر في علوم القرآن
Mai Buga Littafi
مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Nau'ikan
فلما كثر الداخلون في الإسلام من دهماء العرب ومن عموم بقية الأمم = توجه اعتناء أهل القرآن إلى ضبط وقوفه تيسيرًا لفهمه على قارئيه، فظهر الاعتناء بالوقوف، ورُوعِيَ فيها ما يراعى في تفسير الآيات، فكان ضبط الوقوف مقدمة لما يُفَادُ من المعاني عند واضع الوقف» (١).
فإن قلت: أيعني هذا عدم تتبع المواقف الحسنة في أواسط الآي؟
فالجواب: لا، بل ذلك مطلب في أواسط الآي، وعلى هذا يقوم علم الوقف والابتداء، حيث يتتبع العلماء المواقف الصالحة في أواسط الآي، وينبهون على المواقف غير الصالحة.
أمَّا الوقف على رؤوس الآي، فلم يقع اختلاف بين العلماء في الوقف على رؤوس الآي إذا لم يتعلق بها ما بعدها، وقد كان بعض العلماء يسمي الوقف على رأس الآية وقف السنة، وذلك اعتمادًا على حديث أم سلمة ﵂ (٢).
لكن وقع خلافهم فيما إذا كان رأس الآية يتبعه ما بعده من جهة اللفظ والمعنى، فما الأولى في ذلك: الوقف على رؤوس الآي، أو الوصل من أجل تمام المعنى (٣)؟ والأمر في ذلك واسع - ولله الحمد ـ، فإن وقفت فلك في ذلك سلفٌ من العلماء قالوا بذلك القول، ولهم حججهم العلمية، وإن وصلت فلك كذلك مثل ذلك.
لكن حديث أم سلمة ﵂ يشير - كما فهم بعض العلماء - إلى أن الوقوف على رؤوس الآي سنة، فعنها ﵂، قالت: «كان رسول الله ﷺ يقطع قراءته، يقول: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، ثم يقف. ﴿الرَّحْمَانِ
(١) التحرير والتنوير (١:٨٣ - ٨٤).
(٢) ينظر - مثلًا ـ: الوقف والابتداء، للغزَّال (١:١٩٣)؛ والهادي في المقاطع والمبادي (٤:١٨١، ٥٣١).
(٣) يمكن أن يقوم الطلاب باستقراء رؤوس الآي التي لا يتم المعنى بها إلا بوصلها بما بعدها.
1 / 266