214

al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān

المحرر في علوم القرآن

Mai Buga Littafi

مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Nau'ikan

مسألة متعلقة برسم المصحف: وهي هل كتب الصحابة غير القرآن في مصاحفهم؟
من خلال المنقول عن علماء الرسم فإنه يظهر أنَّ الصحابة لم يكتبوا سوى الآيات، فلم يكتبوا اسم السورة، ولا وضعوا عدد الآيات، ولا التخميس ولا التعشير ولا غيره مما حدث بعدهم، بل جعلوا فيه القرآن فقط.
وقد ورد عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود ﵄ عبارة «جردوا القرآن»، وللعلماء في فهم هذه العبارة أقوالٌ.
أما عبارة عمر ﵁، فقد رويت من طرق، منها ما رواه ابن سعد في الطبقات بسنده، عن قرظة بن كعب الأنصاري ﵁ أنه قال: «أردنا الكوفة فشيعنا عمر إلى صرار، فتوضأ فغسل مرتين، وقال: تدرون لم شيعتكم؟ فقلنا: نعم نحن أصحاب رسول الله ﷺ.
فقال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جردوا القرآن، وأقلوا الرواية عن رسول الله ﷺ، امضوا وأنا شريككم» (١).
وظاهر من سياق هذه الرواية أن عمر ﵁ لا يريد تجريد المصحف من النقط والشكل وغيره، وإنما مراده تجريد القرآن وعدم خلطه بالرواية عن رسول الله ﷺ لكي لا ينشغل الناس عنه بغيره، وهذا معروف من مذهب عمر ﵁ وسياسته؛ لذا لا يصح حملُه على تجريد المصحف.
وأما عبارة ابن مسعود ﵁، فقد رويت من وجوه، منها:
١ - «جردوا القرآن» (٢).

(١) الطبقات الكبرى (٦:٧)؛ والمستدرك (١:١٨٣)؛ وتهذيب الكمال (٢٣:٥٦٥)؛ وتنظر: الرواية من غير هذا الوجه عند عبد الرزاق في المصنف (١١:٣٢٤)؛ والطبري في تاريخه (٢:٥٦٧).
(٢) الكتاب المصنف لابن أبي شيبة (٢:٢٣٩، ٦:١٥٠)؛ نقط المصاحف (ص١٠)؛ وشعب الإيمان للبيهقي (٢:٥٤٧).

1 / 229