Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Mai Buga Littafi
دار الاعلام
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٢هـ
Shekarar Bugawa
١٤٢٣هـ
Nau'ikan
وثمة أدلة أخرى، منها:
أ- قول الله ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: ٢١٨] .
ب- قول رسول الله ﷺ: "يقول الله ﷿: أنا عند ظن عبدي بي" ١.
ج- قول رسول الله ﷺ: "لا يموت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه" ٢.
فالله ﷿ عند ظن عبده. وعلى العبد أن يحسن الظن بربه كي لا يصيبه القنوط من رحمة الله، ولا اليأس من روحه ﷿؛ فيبقى متطلعا لما عند الله من الثواب العظيم، راغبا في نيل ما ادخره لعباده المؤمنين ممن النعيم المقيم.
الوقفة الثالثة: مع الركن الثالث: الخوف من الله ﷿
١- ارتباط الخوف بالرجاء: الخوف مستلزم للرجاء، والرجاء مستلزم للخوف؛ فكل راج خائف، وكل خائف راج؛ فكل راج خائف من فوات مرجوه، وكل خائف يرجو عفو ربه ومغفرته، والخوف بلا رجاء يعتبر يأسا من روح الله وقنوطا من رحمته٣.
٢- المراد بالخوف: أن يخاف العبد مولاه ﷿ أن يصيبه بعقاب عاجل، أو آجل، فيصيبه في الدنيا بما يشاء -سبحانه- من مصيبة، أو مرض، أو قتل، أو نحو ذلك بقدرته ومشيئته.
وهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير الله أصلا؛ لأن هذا من لوازم الإلهية؛ فمن اتخذ مع الله ندا يخافه هذا الخوف، فهو مشرك٤؛ لأن الخوف عبودية القلب، فلا يصلح إلا الله.
ويتبع هذا الخوف: الخوف مما توعد الله به العصاة في الآخرة، من النكال والعذاب يقول تعالى: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيد﴾ [ابراهيم: من الآية١٤] .
وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان؛ وإنما يكون محمودا إذا لم يوقع في القنوط من رحمة الله، أو اليأس من روحه سبحانه وتعالى٥.
_________
١ صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ﴾ .
وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى.
٢ صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت.
٣ انظر مدارج الساكلين لابن القيم ٢/ ٥٣.
٤ انظ تيسير العزيز الحميد لسليمان بن عبد الله ص٤٨٤.
٥ انظر المرجع نفسه ص٤٨٦.
1 / 100