Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Mai Buga Littafi
دار الاعلام
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٢هـ
Shekarar Bugawa
١٤٢٣هـ
Nau'ikan
١- إن موسى ﵇ لم يكن مبعوثا إلى الخضر، ولا كان على الخضر اتباعه؛ بل كان مبعوثا إلى قومه خاصة؛ إلى بني إسرائيل، والخضر ﵇ ليس من بني إسرائيل. وموسى ﵇ قصد الخضر للعلم منه، والأخذ عنه، وحين لقيه قال له: "أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا" ١. فلا يقاس عليه رسولنا ﷺ الذي أرسله الله لجميع الثقلين؛ الجن والإنس، كما قال ﷺ: "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة" ٢.
ولا يعتبر صنيع الخضر ﵇ خروجا على شريعة موسى ﵇، أما من خالف رسول الله ﷺ، ولم يطعه في كل ما أمر، أو ينته عما نهى عنه وزجر، فهو من أمته، ولا يجوز له مخالفته، فإن فعل، فهو خارج عن شريعته ﵊ لا محالة.
٢- إن قصة الخضر ﵇ ليس فيها مخالفة للشريعة؛ بل ما فعله ﵇ يباح في الشريعة إذا علم العبد أسبابها كما علمها الخضر ﵇. ولهذا لما بين الخضر لموسى أسبابها، وافقه موسى ﵇ على ذلك، ولو كان ما فعله الخضر مخالفا لشريعة موسى، لما وافقه بحال٣.
أما هذا الذي يريد الخروج على شريعة محمد ﷺ، فهو مخالف لشريعة موسى، لما وافقه بحال٣.
أما هذا الذي يريد الخروج على شريعة محمد ﷺ، فهو مخالف لشريعته. ويتضح ذلك في الوجه الثالث.
٣- إن ما فعله الخضر ﵇ كان عن وحي من الله عزوجل، وليس مجرد خيال أو إلهام. وهذا لا يمكن أن يكون لحد بعد رسولنا ﷺ؛ خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي بموته انقطع الوحي.
ومن ادعى حصوله كفر٤.
إذا: لا يجوز الخروج على شريعة خاتم الأنبياء والمرسلين ﷺ بحال، ومن فعل ذلك، فهو كافر مرتد، وهو من اعظم الناس كفرا٥.
_________
١ صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى ﵉.
٢ صحيح البخاري، كتاب التميم، باب١، حديث رقم٣٣٦.
٣ انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١١/ ٢٦٣. وشرح نواقض التوحيد لحسن عواجي ص١٠٠-١٠١. وتيسير ذي الجلال والإكرام بشرح نواقض الإسلام لسعد القحطاني ص١٠٠.
٤ انظر الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة لعبد الرحمن عبد الخالق ص١٣٢.
٥ انظر إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن قيم الجوزية ١/ ١٢٣.
1 / 88