Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Mai Buga Littafi
دار الاعلام
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٢هـ
Shekarar Bugawa
١٤٢٣هـ
Nau'ikan
"ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيى البدع، وتموت السنن"١.
فالسنة بهذا المعنى، تشمل ما كان عليه رسول الله ﷺ، وخلفاؤه الراشدون ﵃، وصحابته الكرام ﵃ من الاعتقادات، والأعمال، والأقوال.
أما الجماعة في اللغة: فهي مأخوذة من الجمع؛ وهو ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض؛ يقال: جمعته فاجتمع. قال ابن فارس: "الجيم والميم والعين أصل واحد، يدل على تضام الشيء"٢. والجماعة: العدد الكثير من الناس، أو القوم المجتمعون على أمر ما، أو طائفة يجمعهم غرض واحد٣.
والجماعة شرعا هم: الرسول ﷺ، وأصحابه ﵃، والتابعون، وتابعوهم بإحسان٤.
وأهل الشيء هم: أخص الناس به. يقول أهل اللغة: أهل الرجل: أخص الناس به، وأهل البيت: سكانه، وأهل الإسلام: من يدين به، وأهل المذهب: من يدين به٥.
وبإمكاننا بعدما علمنا معنى أهل، والسنة، والجماعة، أن نعرف أهل السنة والجماعة بأنهم المتبعون لمنهج الرسول ﷺ وأصحابه في الأصول والفروع٦.
وقيل: هم من كان على مثل ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه اعتقادا وقولا وفعلا؛ لأن رسول الله ﷺ سئل عن الفرقة الناجية، فأجاب مرة بأنها ما كان عليه هو وأصحابه، وأخرى قال: هي الجماعة٧.
_________
١ أخرجه ابن وضاح القرطبي في كتابه: البدع والنهي عنها ص٤٥.
٢ معجم مقاييس اللغة لابن فارس ١/ ٤٧٩.
٣ انظر لسان العرب لابن نظور ٨/ ٥٣-٦٠.
٤ انظر مفهوم أهل السنة والجماعة للعقل ص٥٤.
٥ انظر معجم مقاييس اللغة لابن فارس ١/ ١٥٠.
٦ انظر: الاعتصام للشاطبي ١/ ٢٨. وشرح العقيدة الواسطية للهراس ص١٦-١٧.
٧ الحديث أخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنة، باب شرح السنة. وابن ماجه في سننه، كتاب الفتن، باب افتراق الأمم. وابن أبي عاصم في السنة ١/ ٣٢-٣٣، تحت الأرقام ٦٣، ٦٤، ٦٥. وقال الألباني في تعليقه على الحديث: "والحديث صحيح قطعا؛ لأن له ست طرق أخرى عن أنس، وشواهد عن جمع من الصحابة" "١/ ٤٢".
1 / 20