84

The Detailed Explanation of Fiqh Principles

المفصل في القواعد الفقهية

Mai Buga Littafi

دار التدمرية

Bugun

الثانية

Shekarar Bugawa

1432 AH

Inda aka buga

الرياض

معناها اللغوي(١)، ومن معانيه: تعرية الشيء عما يغطيه ويحجبه، يقال: جَرَد الشيءَ يجرُده جرداً وجَرْدة قشره، ومن هذا المعنى الأرض الجرداء، وجريد النخل، وجَرَد الجلد أي نزع الشعر عنه(٢)، وهذه المعاني وما أشبهها هي الملائمة لمعنى التجريد هنا.

وتوضيحاً لذلك نقول: إن قاعدة ((الضرر يزال)) لا تعني ضرراً معيناً في واقعة خاصة، بل كل ضرر تنطبق عليه صفات الضرر الذي أمر الشارع بإزالته، كما أنه لا يتناول شخصاً بعينه، بل إن إزالة الضرر ينبغي أن تشمل كل شخص.

فالتجريد، إذن، يقصد به ربط الأحكام بالأشخاص، والوقائع، أو النوازل، ذوات الصفات المعينة، لا لذواتها وأشخاصها، بل للمعنى القائم بها، مهما اختلفت زماناً أو مكاناً(٣).

ثانياً : العموم:

المراد من العموم هنا: الشمول، يقال - في اللغة -: عم الشيء عموماً شمل الجماعة، كما يقال: عمّهم بالعطية شملهم، أيضاً(٤)، والمقصود من ذلك أن موضوع القضية لا بد من أن يتناول جميع أفراده الذين ينطبق عليهم معناه، وهذا أمر يفهم من كون القاعدة قضية كلية، وقد سبق لنا أن بيّنا أنهم أرادوا بالقضية الكلية القضية المحكوم فيها على جميع أفراد موضوعها، لا التي موضوعها كلي، وعموم الموضوع مترتب على تجريد القاعدة، أو تجريد موضوعها، لأن التجريد يعني العموم والاطراد.

(١) معجم مقاييس اللغة ٤٥٢/١.

(٢) لسان العرب.

(٣) ننبه هنا إلى أن اختلاف الزمان لا أثر له في اختلاف القاعدة الفقهية والشرعية، وأن الاختلاف- إذا كان هناك سبب للاختلاف- إنما يكون في الجزئيات الداخلة في نطاق القاعدة، إن كان مما يتأثر أو يتغير بتغير الزمان.

(٤) القاموس المحيط.

82