The Detailed Explanation of Fiqh Principles
المفصل في القواعد الفقهية
Mai Buga Littafi
دار التدمرية
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
1432 AH
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
KZU
جامعة المعرفة العالمية
(٤)
www.moswarat.com
المُفَصَّل
فِي الْقَوَاعِدِ الفِقْهِيَّة
تَأليف
تقديم
دَارُ التدمرية
1
رفع
عبد الرحمن النجدي
أسكنه الله الفردوس
www.moswarat.com
2
رفع
عبد الرحمن النجدي
أسكنه الله الفردوس
www.moswarat.com
المفصل
في القواعد الفقهية
3
حقوق الطبع محفوظة
ولا يُسمح بإعادة نشر هذا الكتاب أو أيِّ جزءٍ منه بأيّ شكلٍ من الأشكال، أو حفظه ونسخه في أيّ نظامٍ يُمكِّن من استرجاع الكتاب أو جزء منه، أو ترجمته إلى أيّةٍ لغةٍ أخرى.
الطّبعَة الثانية
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١م
دَارُ التَّدمُرِيَّة
الرياض - ص.ب: ٢٦١٧٣ - الرمز البريدي: ١١٤٨٦
هاتف: ٤٩٢٤٧٠٦ - ٤٩٢٥١٩٢ - فاكس: ٤٩٣٧١٣٠
Email: TADMORIA@HOTMAIL.COM
المملكة العربية السعودية
4
KZU
جامعة المعرفة العالمية
(٤)
www.moswarat.com
المُفَصَّل
فِي الْقَوَاعِدِ الفِقْهِيَّة
تَأليف
تقديم
دَارُ التدمرية
5
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رفع
عبد الرحمن النجدي
أسكنه الله الفردوس
www.moswarat.com
6
تقديم
الحمد لله ولي المؤمنين، حثّ على الفقه في الدين، وجعله سبيل العلماء العاملين القائل سبحانه ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة: ١٢٢]، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، أفضل النبيين وأشرف المرسلين، وسيّد الأولين والآخرين، القائل : ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))، صلى الله وسلّم وبارك عليه، وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وصحابته الغرِّ الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فإن لعلوم الشريعة منزلةً عظمى، ومكانة كبرى، في هذا الدين، وإن نشرها من أفضل القربات التي يزدلف بها إلى الله تعالى، وقد تضافرت النصوص الشرعية في الحث على نشر العلم، من مثل قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٢]. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة: ٦٧]. وقال ﷺ: ((بلغوا عني ولو آية)) أخرجه البخاري في صحيحه. وما كان العلماء ورثة الأنبياء إلا لأجل حفظهم علم النبوة، ونشرهم له، فكانوا مأمورين بتبليغ العلم ونشره. ولذا شُبّه عالم الشريعة بالقمر لأجل اشتراكهما في النور، ولاستمدادهما نورهما من غيرهما، فالقمر يبدد ظلمات الأرض، والعالم يبدد ظلمات الجهل، بما يستمده من نور الوحي، ولهذا قال ابن المبارك - رحمه الله تعالى ـ ((لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم))، وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: ((ليس أفضل عند الله ممن يقيم الحجة على عباده)).
5
وقد أجمع المسلمون على أن الدعوة إلى الله تعالى، ونشر العلم فرض كفاية. ومن هذا كله؛ انبثقت فكرة جامعة المعرفة العالمية، القائمة على نشر العلم، واستثمار التقنيات الحديثة لبث العلم، وتذليل العوائق الزمانية والمكانية التي تعيق التواصل مع أهل العلم الموثوق في علمهم وأمانتهم، فهي جامعة عالمية غير ربحية، تسعى لنشر العلم الشرعي عن طريق ما بات يسمى (التعليم عن بُعْد)، وتقوم هذه الجامعة بجهد كبير في تجسير التواصل بين أهل العلم الموثوق في علمهم وأمانتهم، وبين طلاب العلم في جميع أنحاء العالم.
ويقوم على هذه الجامعة ثلة من أهل العلم تحمل على عاتقها نشر دعوة الحق، وتبصير الناس بدينهم على هدي الكتاب والسنة.
فقد تشرفت الجامعة بالرئاسة الفخرية من صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن عبد العزيز آل سعود - ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله وأيَّده.
وتشكّل مجلسُ أُمنائها برئاسة صاحب السماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عامّ المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، وعضوية نخبة من الشخصيات البارزة في العالم الإسلامي.
ومن ضمن الأعمال العلمية التي ترعاها الجامعة طباعة الكتب في مختلف علوم الشريعة، خدمة للعلم وطلابه، حيث قامت الجامعة بطباعة عدد من الكتب، ومنها :
كتاب شرح الأربعين النووية، وشرح الأصول في علم الأصول، وشرح مختصر الروضة للطوفي، كلها لصاحب المعالي الشيخ / سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري.
وإذا كانت العلوم وإن كانت تتعاظم شرفاً، وتطلع في سماء العلا . كواكبها شُرُفاً، فلا ريب أن علم الفقه من أجلّها منزلةً وقدراً، وأكبرها مكانةً وأثراً، حيث يعدُّ المنهل العذب، والنمير الصافي، والمورد الزلال الذي يرتوي
6
منه العلماء والمجتهدون؛ ليثروا منه علومهم ومعارفهم، وليقدِّموا للأمة الأحكام الشرعية المستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية، والآثار المرويّة حفظاً لكيان هذه الأمة، وإبقاءً لعناصر وجودها ومكامن كيانها، وتحقيقاً لمقاصد الشريعة الغرَّاء في بناء الأفراد والمجتمعات، وإشادة الأمجاد والحضارات، وتنظيم شتَّى شؤون الحياة على أسمى الأهداف والغايات، وأقوى الوشائج والعلاقات.
وقد كان الفقه الإسلاميّ على مرّ العصورِ وکرِّ الدهور، مصدر فخارٍ الأمة، وموضع اعتزازها، ومحلَّ اهتمامها، ومبعثٍ نمائها وعطائها، حيث وفَّی باحتياجاتها، وسَايَرَ مستجدّاتها، ولم يقف عاجزاً أمام متغيِّراتها وتحديّاتها، فله القدح المعلّى في رفع هامةِ الأمة سامقةً أمام الأمم والحضارات، واجتيازها بُحُورَ الفتن، وأمواج المحن، إلى برِّ الأمان وشاطئ النجاة، ولله در القائل:
إذا ما اعتزّ ذو علم بعلم فأهلُ الفقه أولى باعتزاز
وقد حظي هذا العلم بالاهتمام والعناية والاجتهاد والرعاية فألفت فيه المؤلفات على اختلاف المدارس والمذاهب، تمشيًا مع تجدد الأحداث والنوازل، والتي أدت بسبب تكاثرها إلى تفريع المسائل التي لم ينصّ عليها، وتخريجها على أصول تمّ وضعها، وأُحْكِم نسجها في القرون الخيّرة الأولى من الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين - رحمهم الله -، وذلك عن طريق إعمال القياس والتعليل، والنظر في مقاصد الشارع الحكيم، والاستقراء، واستنباط المناط وتحقيقه، وكان ثمرة هذه الجهود المباركة بزوغ فجر علم جديد مستقل إلى الساحة العلمية الشرعية، ألا وهو: علم القواعد الفقهية، الذي احتل مكاناً مرموقاً بين الفنون الفقهية الأخرى، لتضمّنه كثيرًا من القواعد التي تتمتع بالسعة والمرونة، وإحاطتها بكثير من المسائل والفروع الفقهية، يقول الإمام القرافي - رحمه الله- في أهمية القواعد الفقهية: ((وهي جليلة القدر، كثيرة العدد، مشتملة على أحكام الشرع وحِكمه، لكل قاعدة من الفروع
7
في الشريعة ما لا يُحصى، وهذه القواعد مهمة في الفقه، عظيمة النفع، وبقدر الإحاطة بها يعظُم قدر الفقيه ويشرف، وتتضح مناهج الفتاوى وتكشف، ويظهر رونق الفقه ويُعرف.
وقد كان مجموع هذه القواعد الفقهية يمثّل ثروة ذات بال من الفكر التشريعي، والميزان القضائي، وتأسيس نظام بنّاء لحياة المجتمع الإسلامي.
وقد بدأ التدوين في هذا العلم إبّان القرن الرابع الهجري، فكان من أول من كتب فيه فقهاء المذهب الحنفي، ولعلّ ذلك بسبب التوسّع عندهم من الفروع، وأخذ بعض الأصول من فروع أئمة مذهبهم، ثم توالت أقلام العلماء في التسطير والتدوين في هذا العلم إلى عصرنا الحاضر.
ومن ضمن اهتمام جامعة المعرفة العالمية بطباعة كتاب في هذا العلم، فقد تبنّت المبادرة إلى طباعة ونشر كتاب المفصّل في القواعد الفقهية، لفضيلة الشيخ الدكتور/ يعقوب بن عبد الوهاب الباحسين - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والمعهد العالي للقضاء، وتقريره على طلابها ضمن المناهج الدراسية في تخصص القواعد الفقهية.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يتميز بعدة ميزات منها:
أنه يتناول علماً من أهم علوم الشريعة، ألا وهو علم القواعد الفقهية.
تميز المؤلف في هذا الفن، وعلو كعبه فيه، فقد تميز بكتاباته ودراسته المتعمقة في هذا العلم، وصدر له عدة كتب نالت استحسان طلبة العلم، ونال عليها جائزة الملك فيصل العالمية، وهي:
أ - القواعد الفقهية (دراسة نظرية تحليلية تأصيلية تاريخية).
ب - قاعدة: الأمور بمقاصدها (دراسة نظرية تطبيقية)
ج - قاعدة: اليقين لا يزول بالشك (دراسة نظرية تطبيقية)
د - قاعدة: المشقة تجلب التيسير (دراسة نظرية تطبيقية)
هـ - رفع الحرج في الشريعة الإسلامية
8
وليس هذا المؤلّف كتاباً جامعاً للقواعد الفقهية فحسب، لكنه يعد جامعاً وملخصاً لآراء المؤلِّف وتحريراته في هذا العلم.
٣ - أن هذا الكتاب عُني بالجانب التأصيلي للقواعد، والاهتمام ببيان أركان القاعدة، وشروطها.
٤ - عناية الكتاب ببحث (دليلية القواعد الفقهية) وصلاحيتها لأن تكون دليلاً تستنبط منها الأحكام، وهو بحث قل من اعتنى به من الناحية النظرية.
٥ - أن الكتاب مليء بالمسائل الفقهية، مما يمكن طالب علم القواعد الفقهية من الدُّربة على رد الفروع إلى القواعد.
٦ - عُني الكتاب بالإشارة إلى المسائل الفقهية المعاصرة التي تندرج تحت القواعد الفقهية.
إلى غير ذلك من الميزات، التي نأمل أن يستفيد منها طالب علم القواعد الفقهية.
فجزى الله مؤلفه خير الجزاء، وجعله في موازين أعماله، ونفع المسلمين بعلمه.
وختاماً، فإن كل مطلع على الجهود العلمية والمؤسسات التعليمية يستوقفه بإعجاب بالغ وثناء عاطر ما تضطلع به جامعة المعرفة العالمية من جهود مباركة في نشر العلم في أرجاء العالم.
فنسأل الله أن يبارك في جهود العاملين فيها، وأن يوفق إداريِّيها وموظفيها وأساتذتها وطلابها لكل خير، وأن يجزيهم خير الجزاء على ما يقومون به من أعمالٍ جليلة في خدمة العلم وشُداته، وأن يكلل أعمالهم بالإخلاص والقبول والتوفيق والتسديد والتأييد، وأن يستعمل الجميع في طاعته، ويوفقهم لنشر العلم النافع، إنه جواد كريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب
أ. د. عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس
9
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسله الله رحمة للعالمين.
وبعد:
فهذا كتاب أصله محاضرات سُجِّلتْ بالصوت لطلبة جامعة المعرفة العالمية، لكنه سيختلف بعض الشيء عن المحاضرات المسجّلة التي تختلف في طبيعتها عن المحاضرات المكتوبة، من وجوه عدة، منها:
أ - إن المحاضرات المسجلة تفتقر إلى الهوامش التي توثق المعلومات ببيان المصادر التي استُقِيَتْ منها، أو بشرح بعض ما يحتاج إلى الشرح والتوضيح أو الاستدراك.
ب - إن المحاضرات المدونة أو المكتوبة تحتاج إلى نوع من الترتيب والتنظيم يختلف عن المحاضرات المسجلة، ففي المكتوبة تُذكر الأبواب والفصول والمباحث والمطالب والفروع، بحسب ما يقتضيه البحث، من التنسيق والتنظيم، وهذا ما لا يذكر ويبيَّن في المواد المسجلة بالصوت.
ج - إن المحاضرات المسجّلة بالصوت التزمت المنهج المعتمد للطلبة. وقد رأيت أن هناك أموراً لا بد من التعرض إليها؛ لتجنب الإخلال بمادة الكتاب بترك التعرض إليها، مثل بيان الكلمات ذات العلاقة، فقد أضفنا إلى ذلك طائفة من الكلمات ذات الالتصاق الشديد بالقواعد الفقهية كالأشباه والنظائر، والأصول، والضوابط الفقهية، والكليات.
10
وفيما عدا ذلك فإنني اتّبعتُ في هذا الكتاب منهجاً أنبّه على أهم ما فيه بالآتي:
١ - أخليت الكتاب عن كثير من التراجم للعلماء ولغيرهم ممن ورد ذكرهم في الكتاب، لئلا أثقل حجمه بذلك، ومع ذلك جاء فيه طائفة قليلة من التراجم، ولا سيما فيما يتعلق ببيان اللمحة التاريخية عن نشأة القواعد الفقهية وتطورها وتدوينها.
على أني حَرَصتُ على أن أضع تاريخ وفاة كل علم آتي على ذكره، وإن تكرر، تسهيلاً للعودة إلى ترجمته في كتب الطبقات والفهارس، من خلال معرفة تاريخ الوفاة.
٢ - حَرَصت على أن أذكر للقواعد التي أوردها أركاناً وشروطاً وشروط تطبيق، وربما لوحظ تكرار ذلك في الأمور المتشابهة، وذلك حرصاً منا على تأكيد هذا المعنى الذي أهمل في دراسة القواعد الفقهية، ولا سيما في شروط القاعدة بوجه عام، وفي شروط تطبيقها بوجه خاص، لأن هذا يفسر ويبين أسباب عدم انطباق القاعدة على طائفة من الفروع الفقهية، مما أكثر المؤلفون من ذكرها على أنها من مستثنيات القواعد؛ إذ بذكر شروط القاعدة وشروط تطبيقها تزول، أو تقل الاستثناءات إلى درجة كبيرة.
٣ - إن القواعد الخالية من القواعد التابعة، أو ما يندرج تحتها من القواعد، اكتفيت بشرحها، وبذكر بعض تطبيقاتها في الغالب، ولكن ذكرت لبعضها أركاناً وشروطاً، وفق ما اتضح لي من حاجة إلى ذلك.
هذا وقد جعلت هذا الكتاب - فيما عدا مقدمته اليسيرة هذه - في ثلاثة أبواب وخاتمة، أوجزها دون دخول في تفاصيلها بالآتي:
الباب الأول: في مبادئ ومقدمات علم القواعد الفقيهة.
11
الباب الثاني: في القواعد الكبرى وما تفرع عنها.
الباب الثالث: في القواعد الكلية غير الكبرى، وهو قسمان، قواعد تندرج تحتها قواعد، وقواعد لا تندرج تحتها قواعد.
خاتمة مختصرة ذكرت فيها بعض الملحوظات والتوصيات.
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر لجامعة المعرفة العالمية التي خصتني بتسجيل المحاضرات المتعلقة بالقواعد الفقهية لطلبتها، وأرجو أن أكون قد وفيتُ بما طلبته.
وأرجو أن يكون ما قدمته في هذا الكتاب بحثاً مفيداً للأستاذ والطالب ولكل من ينشد العلم والتعرف على علم القواعد الفقهية.
والباحث ينبه القارئ إلى أن ما قدّمه من جهد لا يرفض التوجيه والتصحيح، إذ هو من أعمال البشر.
أرجو الله تعالى أن يسدد على طريق الحق خطاي، وأن يلهمني فيما أتوجه إليه الصواب، وأن يريني الحق حقاً، ويرزقني اتباعه، وأن يريني الباطل باطلاً، ويرزقني اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
د. يعقوب عبد الوهاب الباحسين
المعهد العالي للقضاء
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ص ب ٩٢٥٣ الرياض
رمز بريدي ١١٤١٣
12
الباب الأول
الدراسة النظرية
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول : في مقدمات العلم وبعض مبادئه
الفصل الثاني : بعض الألفاظ والمصطلحات ذات العلاقة
الفصل الثالث : أركان القاعدة الفقهية وشروطها
الفصل الرابع : مصادر تكوين القواعد الفقهية
الفصل الخامس : نشأة القواعد وتطوّرها
13
رفع
عبد الرحمن النجدي
أسكنه الله الفردوس الأعلى
www.moswarat.com
16
الفصل الأول
بعض مقدمات العلم ومبادئه
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول : تعريف علم القواعد الفقهية وبيان بعض مبادئه
المبحث الثاني : تعريف القواعد الفقهية
المبحث الثالث : فائدة القواعد الفقهية وأهميتها
15
عبد الرحمن النجدي
أسكنه الله الفردوس
www.moswarat.com
16
المبحث الأول
تعريف علم القواعد الفقهية
إن الكلام عما يطلق عليه ((علم القواعد الفقهية)) أو ((الأشباه والنظائر)) يقتضي الكلام في بيان صدق هذا الإطلاق على ما نقلته كتب التراث من القواعد والضوابط الفقهية، التي أطلق عليها أكثرهم مصطلح ((الأشباه والنظائر)).
يرى المناطقة التقليديون أن لكل علم ثلاثة أجزاء هي المبادئ والموضوعات والمسائل(١)، لكن في هذا الكلام مسامحة؛ إذ المبادئ والموضوعات ليست من أجزاء العلم، لأن العلم هو المسائل، فتسمية المبادئ والموضوعات أجزاء من العلم، يعود إلى شدة اتصالها بالمسائل(٢).
والمبادئ هي المقدمات المعتادة في العلوم، وتشمل - فيما عدا الموضوع والمسائل - ثمانية أمور، سماها بعضهم الرؤوس الثمانية(٣)، وهي:
التعريف، حداً أو رسماً، أو لفظاً، أو غير ذلك.
فضل العلم، أي أهميته ومنزلته، وقيمته الذاتية.
(١) حاشية حسن العطار على شرح الخبيصي للتهذيب ص ٢١١-٢١٣، وكشاف اصطلاحات الفنون ٤/١، وأبجد العلوم ١/ ٧٢، وأصول الفقه الحد والموضوع والغاية.
(٢) دستور العلماء ٢٥٨/٣، وأبجد العلوم ١/ ٧٢.
(٣) أبجد العلوم ١/ ٨٥ وما بعدها.
17
٣ - ثمرته، أي الفوائد المترتبة على تعلّمه.
٤ - نسبته إلى العلوم الأخرى، أي بيان علاقته بها، اختلافاً عنها، أو مشابهة لها.
٥ - واضعه، أي مبتكره، إن كان له واضع معين، ولعله يدخل في هذا المجال الكلام عن تطوره، ومساره التاريخي.
٦ - اسمه المصطلح عليه
٧ - استمداده، أي بيان المصادر التي أَخَذ عنها مادتَه.
٨ - حكمه الشرعي، أي بيان حكم تعلّمه أهو مباح أو محرم، أو مكروه، أو واجب أو مندوب؟.
وأما موضوع العلم فيريدون به ما يُبحَث في ذلك العلم عن عوارضه الذاتية، كبدن الإنسان لعلم الطب، فإنه يُبحثُ فيه عن أحواله من حيث الصحة والمرض، وكالكلمة لعلم النحو، فإنه يبحث فيه عن أحوالها من حيث الإعراب والبناء، الخ(١).
ومعنى البحث عن العوارض الذاتية للموضوع، حملها عليه، وإثباتها له.
فمثال حملها عليه قولنا: الكتاب-أي القرآن- يثبت به الحكم، أو حجة قطعية.
ومثال حملها على أنواعه قولنا: الأمر يفيد الوجوب، باعتبار أن الكتاب هو مجموعة من الألفاظ والعبارات، ومن أنواع هذه الألفاظ الأمر والنهي، والعام والخاص، والمجمل، فالحمل على كل واحد من هذه الأنواع هو بحث عن العوارض الذاتية للكتاب.
(١) تحرير القواعد المنطقية ص ١٧، ١٨، والمنطق الصوري والرياضي للدكتور عبد الرحمن بدوي ص٦ .
18