208

Mawducat

الموضوعات

Editsa

عبد الرحمن محمد عثمان

Mai Buga Littafi

المكتبة السلفية

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

المدينة المنورة

ابْنِ الأَزْهَرِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ﵄ عَلَى الْعِرَاقِ فَسَارَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِحُلْوَانَ أَدْرَكَتْهُ صَلاةُ الْعَصْرِ وَهُوَ فِي سَفْحِ جَبَلِهَا، فَأَمَرَ مُؤَذِّنُهُ نَضْلَةَ، فَنَادَى بِالأَذَانِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ.
اللَّهُ أَكْبَرُ.
فَأَجَابَهُ مُجيِبٌ مِنَ الْجَبَلِ كَبرت يَا نَضْلَة [نَضْلَةُ] كَبِيرًا.
قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
قَالَ: كَلِمَةُ الإِخْلاصِ.
قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ: بُعِثَ النَّبِي ﷺ، قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ.
قَالَ الْبَقَاءُ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ.
قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ.
قَالَ: كَلِمَةٌ مَقْبُولَةٌ.
قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ: كَبَّرْتَ كَبِيرًا.
قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
قَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ حُرِّمْتَ بِهَا عَلَى النَّارِ.
قَالَ فَقَالَ لَهُ نَضْلَةُ: يَا هَذَا قَدْ سَمِعْنَا كَلامَكَ فَأَرِنَا وَجْهَكَ، فَانْفَلَقَ الْجَبَلُ، فَإِذَا شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ هَامَّتُهُ مِثْلُ الرَّحَى، فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ أَنا زريب ابْن بَرْثَمَلِي وَصِيُّ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ﷺ دَعَا لِي رَبَّهُ بِطُولِ الْبَقَاءِ وَأَسْكَنَنِي هَذَا الْجَبَلَ إِلَى نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَتَبَرَّأْ مِمَّا عَلَيْهِ النَّصَارَى.
مَا فَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ؟ قُلْنَا قُبِضَ، فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى خَضَبَ لِحْيَتُهُ بِالدُّمُوعِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ قَامَ فِيكُمْ بَعْدَهُ؟ قُلْنَا: أَبُو بَكْرٍ.
قَالَ: مَا فَعَلَ؟ قُلْنَا قُبِضَ.
قَالَ: فَمَنْ قَامَ فِيكُمْ بَعْدَهُ؟ قُلْنَا عُمَرُ قَالَ: فَأَقْرِئُوهُ مِنِّي السَّلامَ وَقُولُوا لَهُ يَا عُمَرُ سَدِّدْ وَقَارِبْ فَإِنَّ الأَمْرَ قَدْ تَقَارَبَ، خِصَالٌ إِذَا رَأَيْتَهَا فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ: إِذَا اسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ، وَكَانَ الْوَلَدُ غَيْظًا وَالْمَطَرُ قَيْظًا، وَزُخْرِفَتِ الْمَسَاجِدُ وَزُوِّقَتِ الْمَصَاحِفُ، وَتَعَلَّمَ عَالِمُهُمْ لِيَأْكُلَ دِينَارَهُمْ وَدِرْهَمَهُمْ، وَخَرَج الْغَنِيُّ فَقَامَ لَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَكَانَ أَكْلُ الرِّبَا فِيهِمْ شَرَفًا، وَالْقَتْلُ فِيهِمْ عِزًّا، فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ.
قَالَ فَكَتَبَ بِهَا سَعْدُ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ عُمَرُ صَدَقْتَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: " فِي ذَلِكَ الْجَبَلِ وَصِيُّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَأَقْرِه مِنِّي
السَّلامَ، فَأَقَامَ سَعْدٌ بِذَلِكَ الْمَكَانِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يُنَادى بالاذان وَلَا يُجَاب ".

1 / 211