============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة المسلمين يسئون المعصية والكفر؛ لأن قتل الكافر للمؤمن معصية وكفر، والمؤمنون يسئون الشهادة.
وقالت المعتزلة: هي الصبر على ما نال الإنسان من ألم الجرح المؤدي إلى القتل، والعزم قبل ذلك على التقدم إلى الحرب، وعلى الصبر على ما يصيبة، وكذلك قالوا في المبطون والغريق، ومن مات تحت الهذم، وقالوا: وإن غوفص الإنسان من المسلمين بشيء بما ذكزنا/ وهو من المسلمين، فإن عزمه (25/ب) على الصبر والتسليم قد كان تقدم ودخل في جملة الاعتقاد.
القول في الطبع والختم: قال أهل العدل: إنهما ليسا يمنعان من الإيمان، ولا يحولان بين الكافر وبين ما أمر به ربه بوجه من الوجوه.
قالوا: ولو كان كذلك ما كان الكافرون (1) ملومين على ترك ما أمروا به وما جاز أن يوبخوا على ذلك ويعجب منهم.
قالوا: وقد يجوز أن يكون الطبع والختم هو الشهادة عليهم بأنهم لا ال يؤمنون، وهذا معروف في اللغة، يقول القول: ختمت عليك بأنك لا تفلح، وختم فلان على قول فلان؛ أي: قبله وشهد أنه حق، وليس يجزمون على هذا التأويل ولا على شيء مما يناولون به المتشابه إلا ما وجدوا فيه اجتماعا وسنة بائنة، ولكنهم يقولون: إن القصة كيف دارث فليس يجوز أن يكون الطبع والختم والخذلان معنى من الإيمان، ولا ضدا عنه، ولا عجزا بوجه من الوجوه، ولا معنى لها به يكون الإيمان.
(1) في الأصل: الكافرين.
Shafi 347