============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة قال: وقال الملقب ببرغوث من بينهم: إنه جائز أن يخلق الله جل ذكره شيئا لا ليعتبر به أحد ولا لينفع به وليا ولا ليضر به عدوا.
قال: وعلته في ذلك أنه ليس فعل شيء أولى به من فعل غيره؛ لأن الأمر أمره والخلق خلقه.
القول فيمن قطعث يده وهو مؤمن ثم كفر أو هو كافر ثم آمن: قال قوم: إنه يبدله يدا أخرى لا يجوز غير ذلك.
وقال عباد: لو أن مؤمنا قطعث يذه ثم كفر وأدخل النار لردث عليه يده التي قطعث وهو مؤمن، وكذلك الكافر إذا قطعث يده ثم آمن؛ لأن الكافر والمؤمن ليس هما اليد والرجل.
القول في تعويض البهائم وسائر الحيوان الذي ليس بمكلف عن الإنهاء: قال قوم: إن الله يعوضها في المعاد وإنها تنعم في الجنة وتصور في أحسن الضور لتروق المؤمنين وتسرهم، ويكون نعيمهم ذلك دائما لا انقطاع له.
وقال قوم: قد يجوز أن يكون تعوضها في دار الدنيا، وقد يجوز أن يكون في الموقف، وقد يجوز أن يكون في الجنة، على ما بيناه.
وقال جعفر بن حرب والإسكافي(1): قد يجوز أن تكون الحيات والعقارب وما أشبههما من الهوام والسباع تعوض جميع ذلك في الدنيا أو في الموقف، ثم تدخل إلى جهنم، فتكون عذايا على الكفار، ولا ينالهم من ألم جهنم شيء كما لا تألم الخزنة.
(1) في الأصل: الإسكافي بغير حرف العطف.
Shafi 335