320

============================================================

مثالات البلق أمس، فأخبروا وجوده على معنى أنه لا يكون كان ضده؛ لأنه قد كان قبل ذلك جائزا كونه في تلك الحال، ولأن كونه متصورا في الوهم أن لو كان كيف كان يكون، فقد نقضتم العلة.

القول في خلق الأفعال: قال أهل العدل جميعا من المعتزلة وغيرهم: إن أفعال العباد غير مخلوقة لله جل ذكره، وإنها فعل العباد دون غيرهم، فعلوها وأحدثوها بقدرة الله، وإن أحدا لا يقدر على قليل ولا كثير إلا بالاستطاعة التي يمن الله بها عليه ويخلقها لك وإن من قال بخلاف ذلك مخطئ ضالن، وإن القدرة فعل الله، هو يملكها و حده، يبقيها ما شاء ويفنيها إذا شاء إن كان يجوز عليها البقاء، وإن كان لا يجوز فهي تجدد لكل فعل قبله، ولا بد من أن يجامع الفعل استطاعة لفعل آخر من قبل أن الفعل لا يقوم إلا في جارحة صحيحة إذا كان مباشرا إنضادا لزمانه، إلا أنه تبارك وتعالى إذا أفناها أزال التكليف والأمر بما لا يوجد إلا بها؛ لأنه جل ذكره لا يكلف نفسا إلا وسعها.

قالوا: إن الله تبارك اسمه يتعالى أن يخلق الكفر به والشتم له والفرية عليه، وهو ينهى عن ذلك أشد النهي ويعيب فاعله أشد العيب، وكذلك محال أن يخلق الطاعة والخشوع؛ لأنه لو تولى خلق ذلك ما أثاب عليه؛ لأن الحكيم (1/14) لا يثيب على) فعل نفسه، بل الثواب لا يكون ثوابا إلا إذا كان جزاء على فعل المثاب وكسبه دون فعل غيره.

قالوا: ولن يجوز أن يكون الله خالقا لأفعال عباده، ثم يكونوا أيضا هم فاعلين لها على الحقيقة؛ لأن في ذلك إيجابا فعل من فاعلين، ومن أجاز ذلك فقد أجاز أن يكون لله شريك في فعله، وهو يعد محالا؛ لأنه لو جاز وجود فعل

Shafi 320