المنصوري في الطب
المنصوري في الطب
Nau'ikan
وأما السحنات فالغلظ والعبل يدلان دائما على مزاج أرطب. والرقة والنحافة يدلان على مزاج أيبس. إلا أنه إذا كان العبل من اللحم المكتنز الصلب وكانت الحمرة الدموية ظاهرة في اللون فإن في المزاج مع رطوبته حرارة بمقدار ذلك. وإذا كان العبل من الشحم وكان البدن رهلا قليل الدم فالمزاج مع رطوبته بارد . واعتدال الأعضاء وحفظها للمناسبة في المقادير عند قياس بعضها ببعض يدل على تقارب استواء مزاجها. واختلافها في ذلك يدل على أن مزاج الأعضاء ليس بمزاج واحد ولا متقارب. وسعة تجاويف الأعضاء ومجاريها ومباعثها يدل على حرارة المزاج. ودقتها وضيقها على برودته.
وأما اللمس، فالبدن الحار الملمس يدل على حرارته، والبارد يدل على برودته، واللين الملمس يدل على رطوبته، والخشن يدل على يبوسته. فإذا اجتمع إلى حر الملمس لين، دل على مزاج حار رطب. وإذا كان مع خشونة فعلى مزاج حار يابس، وإذا كان مع برد الملمس لين، دل على مزاج بارد رطب. وإذا كان مع خشونة فعلى مزاج بارد يابس. إلا أن الأبدان التي يجتمع لها إلى برد الملمس لين أكثر من التي يجتمع لها إلى برد الملمس خشونة، فإنه لا يكاد يوجد بدن بارد المزاج خشن.
والرهل والرخاوة يدلان على رطوبة المزاج، والاكتناز والصلابة على يبسه.
وأما الأفعال، فالطبيعية منها كالشهوة والهضم والنمو والشبق والنشوة والنبض، فإنها إذا كانت قوية سريعة دلت على مزاج حار، وإذا كانت ضعيفة بطيئة خاملة دلت على مزاج بارد. وأما النفسية كالذكاء وسرعة الكلام والحركات والإقدام والشجاعة تدل على مزاج حار، وأضدادها على مزاج بارد.
Shafi 82