المنصوري في الطب
المنصوري في الطب
Nau'ikan
إذا كان النصل شديد النشوب فينبغي أن لا يحرك بقوة قوية، فإنه يخاف أن ينكسر. لكن إذا أمكن أن تدخل الآلة المسماة كلبتي السهام في الجرح إدخالا يلحق النصل فلتدخل. وإن لم يمكن فليوسع الجرح ثم تدخل الآلة فيه حتى يقبض بها على النصل ويشد القبض عليه ثم يهز مرات. ويختر بذلك قدر نشوبه ثم يجذب. وهذه الآلة إذا علقت بالنصل لا تفارقه، وذلك أن رأسها كالمبرد وأدنى قبض على أسفلها يكون له قوة قبض شديد على النصل، وإن كان النصل قد نفذ في العضو حتى يكون إلى الجانب الآخر أقرب، وخروجه من الجانب الذي دخل فيه عسر، فليشق عند ذلك الجانب ويخرج منه. وأما الشوك والسلي والزجاج وغير ذلك مما ينشب في البدن، فإنه يحتاج أن يضمد بأشياء مرخية. فإن الموضع إذا أسترخي اندفع ذلك الناشب إليه، وبعض الناس يسمي هذه الأدوية الجاذبة. ومما يفعل ذلك الأشق إذا عجن بعسل وضمد به الموضع. أو بصل النرجس يدق مع عسل ويضمد به. أو أصول القصب تدق مع العسل. وتجمع كلها، فإن فعلها حينئذ يكون أقوى.
في الشجاج:
إذا كانت الشجة لم تكسر العظم، فينبغي أن يذر عليها صبر ومر ودم الأخوين وأيرسا وكندر كثيراء، ويشد، فإنه يبرأ سريعا. وإن كان العظم قد انكسر حتى غار وقطع القحف، فلا ينبغي أن يتهاون بذلك، فإنه يحدث عنه اختلاط في العقل وتشنج ثم الموت سريعا. لكن ينبغي أن يؤخذ ذلك العظم سريعا، ويحفظ أن لا ينخرق الغشاء الذي تحته. ويحتاج في ذلك إلى معالج ماهر رفيق عالم. وإنما ذكرنا منه ما ذكرنا ها هنا ليعلم عظم الخطر في هذه العلة، فليبادر بإخراج العظم قبل أن تحدث هذه الأعراض الرديئة التي لا تشفى. وليحذر المعالج من تخريق الصفاق الذي تحت العظم أشد الحذر فإنه شديد الخطر.
Shafi 334