124

المنصوري في الطب

المنصوري في الطب

ينبغي أن يعنى بتنقية البدن من الفضول بأن يدوم لنا البدن نقيا لا فضول فيه. وذلك بإسهال البدن وإدرار البول واستعمال الحركة والرياضة. فإن كل واحد من هذه يخرج عن البدن نوعا من الفضول. فإن علمنا أن مقدار النجو قد قل بالقياس إلى ما يؤكل وبمقدار ما جرت به العادة. فينبغي أن يسهل البطن ببعض الأشياء التي تفعل ذلك باعتدال. وإذا قل مقدار البول فينبغي أن يدر بمثل ذلك باعتدال. ويفعل هذا الفعل منها كالشراب الرقيق والسكنجبين وبزر البطيخ والقثاء وبزر الخيار والكرفس نفسه والرازيانج والقثاء والخيار والبطيخ ونحوها. وإذا قل ما يخرج منا من العرق وكان عهدنا بالحركة بعيدا والهواء المحيط بنا غير حار، استدعيناه بالرياضة والحمام. وإذا نحن أدمنا غذاء من شأنه توليد الصفراء لم ندع الأخذ لها بما يخرجها باعتدال كالهليلج الأصفر والإجاص والتمر هندي وماء الجبن والرمان المدقوق بشحمه وقشره. فإن وقع في ذلك سرف حتى يجتمع في أبداننا من هذا الخلط مقدار كثير فزعنا حينئذ إلى الأدوية القوية مما قد ذكرناها في المواضع التي هي أولى بذكرها واستعملناها استعمالا فيه بعض العنف بحسب ما ينبغي أن يستعمل في مداواة الأسقام لا في حفظ الصحة. وإن كان الغذاء من شأنه توليد المرة السوداء وتعاهدنا أخذ الهليلج الأسود والبسفائج والأفتيمون. وإن كان من شأنه توليد الرطوبات تعاهدنا بالأطريفل الصغير المعجون بالأيارج والتربد والجوارشن المعمول من الزنجبيل والتربد والسكر. ومتى رأينا المعدة قد تبلدت والشهوة قد سقطت حتى لا يكاد الإنسان يشتهي إلا الأشياء الحريفة ويثقل عليه سائر الأغذية وخاصة الحلوة والدسمة فينبغي أن يستعمل القيئ بعد الأكل من المالح والخردل والسلق والفجل والشرب من السكنجبين أو ماء العسل والأدوية التي تسهل باعتدال مما قد ذكرنا. وإذا رأينا البدن منتفخا ثقيل الحركات أحمر اللون حار المجس والملمس ممتلئ العروق بادرنا إلى إخراج شيىء من الدم وقللنا مقدار الغذاء وهجرنا اللحم والشراب والحلواء. وأملنا الغذاء كله إلى الحامض والقابض إلى أن تسكن هذه الأعراض. وقد ينبغي أن يستعمل الجماع باعتدال النساء والرجال إذا كانوا يشتهون ذلك. ولا يجاهدوا الطبيعة. وإن كره الصبر على ذلك يورث الرجال أمراضا رديئة في ناحية الكلي والمثانة وفي الرأس أيضا وفي المعدة. ويورث أيضا النساء اختناق الأرحام وغيره من أمراض الرحم. ويستعمل أيضا السواك والغرغرة والتعطس في بعض الأحوال. ولا ينبغي أن يحبس شيء من الأثفال والأبوال، ويستكره ذلك. وإن حبس البول الشديد يورث عسر البول وأمراضا في المثانة ونواحيها. وحبس النجو والريح يورث الزحير والقولنج الرديء وسقوط الشهوة والغتي.

في اختيار المجالس والمراقد والمساكن وتعديلها:

Shafi 209