15

al-Mansub 'ala Naẓ' al-Khafid fi al-Qur'an

المنصوب على نزع الخافض في القرآن

Mai Buga Littafi

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Lambar Fassara

العدد ١١٦،السنة ٣٤

Shekarar Bugawa

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

Nau'ikan

وثانيهما: أن يكون حذف الحرف لمعنى بلاغي وهو قصد الإبهام ليرتدع بذلك الطامع والمعرض١.
واختلف في محل (أنَّ) و(أن) عند حذف حرف الجر المطّرد حذفه معهما فقيل: محلّهما نصبٌ، قياسًا على الاسم الصريح، ونُسب للخليل وإليه ذهب الفراء٢ والمبرّد٣ وعزاه ابن مالك - متابعًا ضياء الدين بن العلج - إلى سيبويه، وصححه٤، وقيل محلّهما جرٌّ ونُسب للكسائي، ومال إليه السيرافي٥، واستدلوا بقول الشاعر:
وَما زُرْتُ لَيْلى أَنْ تَكونَ حَبيبَةً ... إليَّ وَلا دَيْنٍ بِها أَنا طالِبُهْ٦
بجر (دينٍ) عطفًا على محل: (أن تكون) إذ أصله (لأن تكون) .

١ ينظر توضيح المقاصد: ٢/٥٤، والتصريح: ٢/٤٠٨، والأشموني: ٢/٩١.
٢ ينظر معاني القرآن: ١/٢١٠.
٣ ينظر المقتضب ٢/٣٤١: قال:"وتقول: أشهد أن محمدًا رسول الله فكأن التقدير: أشهد على أن محمد رسول الله أي: أشهد على ذلك، أو أشهد بأنَّ محمد رسول الله، أي: أشهد بذلك".
وقال في ٢/٣٤٦: "زعم قوم من النحويين موضع (أن) خفض في هاتين الآيتين – ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ ﴿وأنَّ المَسَاجِدَ لِِِلَّهِ فلاَ تَدْعُو مَعَ الله ِأَحَدًا﴾ - وما أشبههما، وأن اللام مضمرة، وليس هذا بشيء واحتجوا بإضمار ربّ في قوله:
وبلد ليس به أنيس
وليس كما قالوا، لأن الواو بدل من (رب) كما ذكرت لك".
٤ ينظر شرح التسهيل: ٢/١٥٠، وشرح ابن الناظم:٢٤٩، والتصريح: ٢/ ٤٠٨.
٥ ينظر في العزو: المقاصد الشافية: ١/ ١٤٩، وتعليق الفرائد: ٥/١٥.
٦ بيت من الطويل للفرزدق وهو في ديوانه: ١/٨٤.

1 / 275