199

Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah

المنح العلية في بيان السنن اليومية

Mai Buga Littafi

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثالثة والعشرون

Shekarar Bugawa

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

Inda aka buga

السعودية

Nau'ikan

وأعظمه: تلاوة كتاب الله تعالى، فالتعبد بتلاوته أسهر عيون السلف، وأقض مضاجعهم ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨)﴾ [الذاريات: ١٨].
فجمعوا في ليلهم تلاوة كتاب الله تعالى، وسائر الأذكار المأثورة عن رسول الله ﷺ، فللّه درُّه من ليل طاب بإحياء أهله له، ويالخسارتنا وتهاوننا، وتفريطنا، بليالينا، وأسحارنا! وعسى أن تسلَم من عصيان إلهنا، إلَّا ما رحم ربنا تعالى.
- كيف كان الصحابة مع القرآن؟
تقدَّم في أول السُّنَن حديث حذيفة وأنَّ النَّبيّ ﷺ قرأ في ركعة واحدة البقرة، ثم النِّساء، ثم آل عمران، وعن أبي وائلٍ عن عبدِ اللَّهِ ﵁ قال: «صليتُ معَ النبيِّ ﷺ ليلةً، فلم يَزَلْ قائمًا حتى هَمَمْتُ بأمرِ سَوْء، قلنا: وما هَممتَ؟ قال: هممتُ أن أقعدَ وأذَرَ النبيَّ ﷺ» (^١).
وفي الصحيحين، عن عبد اللّه بن عَمْرٍو ﵄ قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ ﷺ: «اقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ»، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَجَدُ قُوَّةً. قَالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي عِشرينَ لَيْلَةً»، قَالَ قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قَالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ، وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ» (^٢).
ولمَّا كان الصحابة ﵂ أحرص الناس على القرآن، كانوا يتحسرون لفواته؛ فجعل لهم النَّبيُّ ﷺ فرصة يعوِّضون بها ما فاتهم من القرآن، روى مسلم في صحيحه حديث عمر بن الخطَّاب ﵁ قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شيءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ

(^١) رواه البخاري برقم (١١٣٥)، ومسلم برقم (٧٧٣).
(^٢) رواه البخاري برقم (٥٠٥٤)، ومسلم برقم (١١٥٩).

1 / 206