197

Al-Manaah al-Aliyah fi Bayan al-Sunan al-Yawmiyah

المنح العلية في بيان السنن اليومية

Mai Buga Littafi

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثالثة والعشرون

Shekarar Bugawa

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

Inda aka buga

السعودية

Nau'ikan

ربهم ﷿، وذلك أنَّ الله ﷿ يقول: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ (^١)، ثم ذكر شيخ الإسلام ﵀ فوائد عديدة لإخفاء الدعاء، يحسن بالمسلم أن يرجع إليها.
ومما يُنهى عنه في هذا الباب:
الاعتداء بالدعاء، والتكلف والسجع فيه، واستعجال الإجابة، والدعاء بإثم، أو قطيعة الرحم، وأكل مال الحرام يمنع الإجابة، والتردد بالدعاء، وقرن الدعاء بالمشيئة.
فائدة: ربما يسأل البعض: ماذا أقول في دعائي؟
فالجواب: ادع بما تريده من أمور الدنيا والآخرة، واحرص في دعائك على جوامع الكَلِم، وهي الأدعية الواردة في الكتاب والسُّنَّة، ففيها سؤال خيري الدنيا والآخرة، وتأمل هذا السؤال حين عُرض على النَّبيِّ ﷺ فأجاب بكلمات عظيمات، تجمع للمسلم الدنيا والآخرة، فما أعظمها من بشارة، وما أجزلها من عطيَّة، فتمسك بهن وتدبرهن.
عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه ﵄: «أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِي ﷺ وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي»، وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلاَّ الإِبْهَامَ: «فَإِنَّ هؤُلَاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ» (^٢).
وفي رواية له: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ ﷺ الصَّلَاةَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي» (^٣).

(^١) مجموع الفتاوى (١٥/ ١٥).
(^٢) رواه مسلم برقم (٢٦٩٧).
(^٣) رواه مسلم برقم (٢٦٩٧).

1 / 204