Al-Ma'na Fi Sifat Allah Ta'ala Ma'lum Wal Kayf Majhul
المعنى في صفات الله تعالى معلوم والكيف مجهول
Nau'ikan
٤٨ - قول الإمام أبي عبد الله ابن منده (المتوفى: ٣٩٥):
قال أبو عبد الله ابن منده في الرد على الجهمية (ص: ٣٤ - ٣٥): "باب ذكر قول الله ﷿: ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ ذكر ما يستدل به من كلام النبي ﷺ على أن الله جل وعز خلق آدم ﵇ بيدين حقيقة".
وقال أيضًا في كتاب التوحيد (٢/ ٨٢): "ومعنى الباطن: المحتجب عن ذوي الألباب كنه ذاته، وكيفية صفاته ﷿".
وقال (ص: ٥٠) باب قول الله جل وعز: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ وقال الله ﷿: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ﴾ وذِكْر ما ثبت عن النبي ﷺ مما يدل على حقيقة ذلك" ثم ساق مجموعة من الأحاديث التي فيها ذكر الوجه".
وقال (ص: ٥٥ - ٥٦): "ومعنى وجه الله ﷿ ها هنا على وجهين: أحدهما: وجه حقيقة. والآخر بمعنى الثواب.
فأما الذي هو بمعنى الوجه في الحقيقة ما جاء عن النبي ﷺ في حديث أبي موسى وصهيب وغيرهم مما ذكروا فيه الوجه، وسؤال النبي ﷺ بوجهه جل وعز، واستعاذته بوجه الله، وسؤاله النظر إلى وجهه جل وعز، وقوله صلى الله عليه وسلم لا يسأل بوجه الله وقوله: أضاءت السماوات بنور وجه الله، وإذا رضي ﷿ عن قوم أقبل عليهم بوجهه جل وعز، وكذلك قول الله جل وعز: إلى ربها ناظرة القيامة، وقول الأئمة بمعنى إلى الوجه حقيقة الذي وعد الله جل وعز ورسوله الأولياء وبشر به المؤمنين بأن ينظروا إلى وجه ربهم ﷿".
وقال أيضًا كما في الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم التيمي الأصبهاني (١/ ١٠١): "إن الأخبار في صفات الله ﷿ جاءت متواترة عن النبي ﷺ موافقة لكتاب الله ﷿، فنقلها الخلف عن السلف قرنًا بعد قرن من لدن الصحابة والتابعين إلى عصرنا هذا على سبيل إثبات الصفات لله والمعرفة والإيمان به، والتسليم لما أخبر الله به في تنزيله وبينه الرسول عن كتابه، مع اجتناب التأويل والجحود وترك التمثيل والتكييف".
1 / 48