35

The Majmu Al-Fatawa of Ibn Taymiyyah

المجموعة العلية من كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية

Editsa

هشام بن اسماعيل بن علي الصيني

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1422 AH

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

اختياراً، فإن فتح الله على قلبه باب الفكرة في فوائدها، وما في حشوها من النعم والألطاف انتقل من الصبر عليها إلى الشكر لها والرضا بها، فانقلبت حينئذ في حقه نعمة، فلا يزال هِجِّيرا قلبه ولسانه فيها: (ربي أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)(١) وهذا يقوى ويضعف بحسب قوة محبة العبد لله وضعفها، بل هذا يجده أحدنا في الشاهد، كما قال بعض الشعراء يخاطب محبوباً له ناله بعض ما يكره:

لَئِنْ سَاءَنِي أنْ نِلْتَنِي بِمَسَاءَةٍ لَقَد سَرَّنِي أنّي خَطَرْتُ بِبَالكِ(٢)

النوع الرابع: أذىًّ يحصل له بفعل الناس في ماله أو عرضه أو نفسه، وهذا النوع يصعب الصبر عليه جداً؛ لأن النفس تستشعر المؤذي لها، وهي تكره الغلبة، فتطلب الانتقام، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياء والصديقون، وكان نبينا ﷺ إذا أوذيَ يقول: (يرحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر)(٣).

النوع الثاني مـ الصبر على مصائـ بسبب الخلق.

(١) هذا لفظ حديث أخرجه أبو داود (١٥٢٢) والنسائي (٣٠٣) وابن خزيمة (٧٥١) وابن حبان (٢٠٢٠ و٢٠٢١) والحاكم (١٠١٠ و٥١٩٤) كلهم من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، وقال عنه ابن حجر في الفتح (١١/١٣٣): ((فقد ثبت من حديث معاذ ... ))، وبنحوه أخرجه الحاكم في المستدرك (١٨٣٨) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(٢) هو بيت شعر لابن الدُّمَينة، وهو آخر بيت في قصيدة مطلعها:

قِفِي يا أُمَيْمَ القَلْبِ نَقْضٍ لُبَانَةً وَنَشْكُ الھَوی ثُمَّ افْعَلِي مَا بَدَا لَكِ

انظر ديوان ابن الدُّمَينة، صنعة أبي العباس ثعلب (ص١٧)، والبيت كُتب في الأصل: لأن سأني ... خطرت بيالكا؟.

(٣) أخرجه البخاري في كتاب فرض الخمس، باب: ما كان النبي ﷺ يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، برقم (٣١٥٠) وأطرافه برقم (٣٤٠٥ و ٤٣٣٥ و٤٣٣٦ و ٦٠٥٩ و٦١٠٠ و٦٢٩١ و٦٣٣٦) وأخرجه مسلم برقم (١٠٦٢).

35