" وكلُّ جيش في العالم مؤلف من عنصرين: عنصر مادي، وعنصر معنوي ".
" والمعنويات هي العقيدة، وقد أثبت تاريخ الأمم أن الجيوش لا تهزم لقلَّة مواردها، بل لضعف عقيدتها "، وقد قرر عباقرة العسكريين أن المعنويات كانت، ولا تزال، وستبقى عاملًا حاسمًا في إحراز النصر.
وعَرَّفَ القيادة بأنها الأعمال التي يضطلع بها القائد في قيادة الجنود، والقائد من كان على رأس الجماعة، وكان للجماعة رأسًا يتبعه الناس. ثم تساءل:
ما علاقة القيادة بالعقيدة؟
وأجاب بأنه لا بد للإجابة على هذا التساؤل، من مراجعة تراثنا العربي الإسلامي أولًا، والمصادر العسكرية الحديثة ثانيًا.
وفي بحثه (مع التراث العربي الإسلامي) جال جولات في هذا التراث المتميز بأصالة بحوثه العسكرية، ودقّتها، وشمولها، فقد بلغ العرب في العلوم العسكرية شأوًا بعيدًا، حتى إن صفات القائد مسطرة ليس في الكتب العسكرية وحسب، بل في كتب الفقه أيضًا .. وقد اقتصر المؤلف على خمسة كتب منها، وكلها تؤكد أن القائد العسكري يجب " أن يجعل رأس سلاحه في حربه: تقوى الله وحده، وكثرة ذكره، والاستعانة به، والتوكل عليه، والفزع إليه، يسأله التأييد والنصر، والسلامة والظفر، وأن يعلم أن ذلك إنما هو من الله جل ثناؤه، لمن شاء من خلقه، وكيف شاء، لا بالأرب منه والحيلة، والاقتدار والكثرة، وأن يبرأ إليه - جلّ وعزّ - من الحول والقوة، في كل أمر ونهي ووقت وحال، وألا يدع