الخراج
الخراج
Bincike
طه عبد الرءوف سعد، سعد حسن محمد
Mai Buga Littafi
المكتبة الأزهرية للتراث
Lambar Fassara
طبعة جديدة مضبوطة - محققة ومفهرسة
Shekarar Bugawa
أصح الطبعات وأكثرها شمولا
فَصْلٌ: حَدُّ أَرْضِ الْعُشْرِ مِنْ أَرض الْخراج
قَالَ أَبُو يُوسُف ﵀: فَأَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَدِّ أَرْضِ الْعُشْرِ مِنْ حَدِّ أَرْضِ الْخَرَاجِ؛ فَكُلُّ أَرْضٍ أَسْلَمَ أَهْلُهَا عَلَيْهَا، وَهِيَ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ أَوْ أَرْضِ الْعَجَمِ فَهِيَ لَهُمْ وَهِيَ أَرْضُ عُشْرٍ، بِمَنْزِلَةِ الْمَدِينَةِ حِينَ أَسْلَمَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَبِمَنْزِلَةِ الْيَمَنِ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ لَا تُقْبَلُ مِنْهُ الْجِزْيَةَ وَلا يُقْبَلُ مِنْهُ إِلا الإِسْلامَ أَوِ الْقَتْل مِنْ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ مِنَ الْعَرَبِ؛ فَأَرْضُهُمْ أَرْضُ عُشْرٍ، وَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهَا الإِمَامُ لأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ ظَهَرَ عَلَى أَرَضِينَ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ وَتَرَكَهَا؛ فَهِيَ أَرْضُ عُشْرٍ حَتَّى السَّاعَةَ.
قَالَ: وَأَيُّمَا دَارٍ مِنْ دُورِ الأَعَاجِمِ قَدْ ظَهَرَ عَلَيْهَا الإِمَامُ وَتَرَكَهَا فِي أَيْدِي أَهْلِهَا؛ فَهِيَ أَرْضُ خَرَاجٍ، وَإِنْ قَسَّمَهَا بَيْنَ الَّذِينَ غَنِمُوهَا فَهِيَ أَرْضُ عُشْرٍ. أَلا تَرَى أَنَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁ ظَهَرَ عَلَى أَرْضِ الأَعَاجِمِ وَتَرَكَهَا فِي أَيْدِيهِمْ فَهِيَ أَرْضُ خَرَاجٍ. وَكُلُّ أَرْضٍ مِنْ أَرَاضِي الأَعَاجِمِ صَالَحَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَصَارُوا ذمَّة فَهِيَ أَرض خراج.
فَصْلٌ: فِيمَا يَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ وَسَأَلْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا يَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ مِنْ حِلْيَةٍ وَعَنْبَرٍ؛ فَإِنَّ فِيمَا يَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ مِنَ الْحِلْيَةِ وَالْعَنْبَرِ الْخُمُسُ؛ فَأَمَّا غَيْرُهُمَا فَلا شَيْءَ فِيهِ. وَقَدْ كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى رَحِمَهُمَا اللَّهُ يَقُولانِ: لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ لأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ السَّمَكِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَرَى فِي ذَلِكَ الْخُمُسَ وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ لِمَنْ أَخْرَجَهُ؛ لأَنَّا قَدْ رُوِينَا فِيهِ حَدِيثًا من عُمَرَ ﵁، وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَاتَّبَعْنَا الأَثَرَ وَلَمْ نَرَ خِلافَهُ. قَالَ أَبُو يُوسُف ﵀: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عِمَارَةَ عَنْ عَمْرو بن دِينَار عَن طَاوُوس عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ﵁ اسْتَعْمَلَ يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ عَلَى الْبَحْرِ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي عَنْبَرَةٍ وَجَدَهَا رَجُلٌ عَلَى السَّاحِلِ يَسْأَلُهُ عَنْهَا وَعَمَّا فِيهَا؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ. "إِنَّهُ سَيْبٌ مِنْ سَيْبِ اللَّهِ فِيهَا وَفِيمَا أَخْرَجَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنَ الْبَحْرِ الْخُمُسُ" قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: "وَذَلِكَ رَأْيِي".
فَصْلٌ: فِيمَا يَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ وَسَأَلْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا يَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ مِنْ حِلْيَةٍ وَعَنْبَرٍ؛ فَإِنَّ فِيمَا يَخْرُجُ مِنَ الْبَحْرِ مِنَ الْحِلْيَةِ وَالْعَنْبَرِ الْخُمُسُ؛ فَأَمَّا غَيْرُهُمَا فَلا شَيْءَ فِيهِ. وَقَدْ كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى رَحِمَهُمَا اللَّهُ يَقُولانِ: لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ لأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ السَّمَكِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَرَى فِي ذَلِكَ الْخُمُسَ وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ لِمَنْ أَخْرَجَهُ؛ لأَنَّا قَدْ رُوِينَا فِيهِ حَدِيثًا من عُمَرَ ﵁، وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَاتَّبَعْنَا الأَثَرَ وَلَمْ نَرَ خِلافَهُ. قَالَ أَبُو يُوسُف ﵀: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عِمَارَةَ عَنْ عَمْرو بن دِينَار عَن طَاوُوس عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ﵁ اسْتَعْمَلَ يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ عَلَى الْبَحْرِ؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ فِي عَنْبَرَةٍ وَجَدَهَا رَجُلٌ عَلَى السَّاحِلِ يَسْأَلُهُ عَنْهَا وَعَمَّا فِيهَا؛ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ. "إِنَّهُ سَيْبٌ مِنْ سَيْبِ اللَّهِ فِيهَا وَفِيمَا أَخْرَجَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنَ الْبَحْرِ الْخُمُسُ" قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: "وَذَلِكَ رَأْيِي".
1 / 82