The Brilliant Stars: Merits of the Diligent Ibn Taymiyyah
الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية
Editsa
نجم عبد الرحمن خلف
Mai Buga Littafi
دار الغرب الإسلامي
Shekarar Bugawa
1406 AH
Nau'ikan
- ومعهم الكتب - على عجلة لعدم وجود الدواب وكاد العدو يلحقهم، ووقفت العجلة فابتهلوا إلى الله سبحانه واستغاثوا به فنجوا وسلموا، وقدموا دمشق في أثناء سنة سبع وستين. فنشأ بدمشق أتم النشء وأزكاه، وأنبته الله أحسن النبات وأوفاه، وكانت مخايل النجابة عليه في صغره لائحة، ودلائل العناية فيه واضحة، ولم يزل منذ أبان صغره مستغرق الأوقات في الجد والاجتهاد، وختم القرآن صغيراً، ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه والعربية حتى برع في ذلك، مع ملازمته مجالس الذكر، وسماع الأحاديث والآثار، ولقد سمع غير كتاب على غير ذي شيخ من ذوي الروايات الصحيحة العالية، أما دواوين الإسلام الكبار، كمسند الإمام أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود السجستاني والنسائي وابن ماجه والدارقطني، فإنه سمع كلا منهما مرات عدة وأول كتاب حفظه في الحديث ((الجمع بين الصحيحين)) للإمام الحميدي(١) كذا قال الشيخ الحافظ سراج الدين أبو
(١) هو الإمام الحافظ محمد بن فتوح الأزدي الأندلسي، كان فاضلاً نبيلاً، حريصاً على نشر العلم، ورعاً تقياً، إماماً في الحديث وعلله ورواته، فصيح العبارة، متبحراً في علم الأدب والعربية والترسل. وله المؤلفات الحسان، ومنها هذا الكتاب ((الجمع بين الصحيحين)) قال فيه الذهبي: رتبه أحسن ترتيب. ((وهو لم يطبع بعد، وقد زاد فيه ألفاظاً وتتمات ليست في واحد منهما، أخذها من أصحاب المستخرجات على ((الصحيحين)) منبهاً عليها، فقد جاء في مقدمة كتابه ما نصه: وربما أضفنا إلى ذلك نبذاً مما تنبهنا له من كتب أبي الحسن الدارقطني، وأبي بكر الإسماعيلي، وأبي بكر الخوارزمي - يعني البرقاني - وأبي مسعود الدمشقي، وغيرهم من الحفاظ الذين عنوا بالصحيح مما يتعلق بالكتابين من تنبيه على غرض، أو تتميم لمحذوف، أو زيادة من شرح، أو بيان لاسم، أو نسب، أو كلام على إسناد، أو تتبع لوهم.
قال ابن حجر: ثم إنه فيما تتبعته من كتابه إذا ذكر الزيادة في المتن يعزوها لمن رواها من أهل المستخرجات وغيرها، فإن عزاها لمن استخرجها أقرها، وإن عزاها لمن لم يستخرجها تعقبها غالباً، ولكنه تارة يسوق الحديث من الكتابين، أو من أحدهما، ثم يقول: اقتصر البخاري على كذا، وزاد فيه الإسماعيلي كذا.
وأخطأ من ظن أنه سرد تلك الزيادات في ضمن أحاديث الشيخين من غير بيان ولا تمييز)) هذه الفائدة نقلتها بطولها عن الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لكتاب ((سير أعلام النبلاء)) ١٩/ ١٢١
=
53