203

Al-Istinbaatat wal-Fawaid As-Sa'diyah min As-Suwar wal-Aayat Al-Qur'aniyah

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

Mai Buga Littafi

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

Nau'ikan

الدرس ٩٤
قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١)﴾ [سورة محمد].
قال ﵀:
ثم ندبهم تعالى إلى ما هو الأليق بحالهم؛ فقال: ﴿فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ﴾ أي: فأولى لهم أن يمتثلوا الأمر الحاضر المحتم عليهم ويجمعوا عليه هممهم، ولا يطلبوا أن يشرع لهم ما هو شاق عليهم، وليفرحوا بعافية الله تعالى وعفوه، ﴿فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ﴾ أي: جاءهم أمرٌ جد وأمر محتم، ففي هذه الحال لو صدقوا الله بالاستعانة به وبذل الجهد في امتثاله ﴿لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١)﴾ من حالهم الأولى، وذلك من وجوه:
١ - أن العبد ناقص من كل وجه لا قدرة له إلا إن أعانه الله؛ فلا يطلب زيادة على ما هو قائم بصدده.
٢ - أنه إذا تعلقت نفسه بالمستقبل ضعف عن العمل بوظيفة وقته وبوظيفة المستقبل، أما الحال فلأن الهمة انتقلت عنه إلى غيره والعمل تبع للهمة، وأما المستقبل فإنه لا يجيء حتى تَفتر الهمة عن نشاطها فلا يعان عليه.
٣ - أن العبد المؤمل للآمال المستقبلة -مع كسله عن عمل الوقت

1 / 208