189

Al-Istinbaatat wal-Fawaid As-Sa'diyah min As-Suwar wal-Aayat Al-Qur'aniyah

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

Mai Buga Littafi

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

Nau'ikan

الدرس ٨٩
قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧)﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَئَابٍ (٤٠)﴾ [سورة ص].
قال ﵀:
فصلٌ فيما تبين لنا من الفوائد والحكم في قصة داود وسليمان ﵉
١ - أن الله تعالى يقص على نبيه محمد ﷺ أخبار من قبله؛ ليثبت فؤاده وتطمئن نفسه، ويذكر له من عباداتهم وشدة صبرهم وإنابتهم ما يشوقه إلى منافستهم والتقرب إلى الله الذي تقربوا له والصبر على أذى قومه، ولهذا -في هذا الموضع- لما ذكر الله ما ذكر من أذية قومه وكلامهم فيه وفيما جاء به أمره بالصبر وأن يذكر عبدَه داود؛ فيتسلى به.
٢ - أن الله تعالى يمدح ويحب القوة في طاعته؛ قوة القلب والبدن، فإنه يحصل منها من آثار الطاعة وحسنها وكثرتها ما لا يحصل مع الوهن وعدم القوة، وأن العبد ينبغي له تعاطي أسبابها وعدم الركون إلى الكسل والبطالة المخلة بالقوى المضعفة للنفس.
٣ - أن الرجوع إلى الله في جميع الأمور من أوصاف أنبياء الله وخواص خلقه، كما أثنى الله على داود وسليمان بذلك؛ فليقتد بهما المقتدون، وليهتد بهداهم السالكون؛ ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: ٩٠].
٤ - ما أكرم الله به نبيه داود ﵇ من حسن الصوت العظيم؛ الذي

1 / 194