185

Al-Istinbaatat wal-Fawaid As-Sa'diyah min As-Suwar wal-Aayat Al-Qur'aniyah

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

Mai Buga Littafi

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

Nau'ikan

الدرس ٨٦
قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)﴾ [سورة سبأ].
قال رَحِمَه اللهُ تَعالى:
«… فأمرهم الله بشكر نعمه التي أدرَّها عليهم من وجوه كثيرة؛ منها:
١ - هاتان الجنتان اللَّتان غالب أقواتهم منهما.
٢ - أن الله جعل بلدهم بلدة طيبة؛ لحسن هوائها، وقلة وخمها، وحصول الرزق الرغد فيها.
٣ - أن الله تعالى وعدهم -إن شكروه- أن يغفر لهم وَيرحمهم، ولهذا قال: ﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)﴾.
٤ - أن الله لما علم احتياجهم في تجارتهم ومكاسبهم إلى الأرض المباركة -الظاهر أنها: قرى صنعاء قاله غير واحد من السلف، وقيل: إنها الشام- هيأ لهم من الأسباب ما به يتيسر وصولهم إليها بغاية السهولة من الأمن وعدم الخوف، وتواصل القرى بينهم وبينها؛ بحيث لا يكون عليهم مشقة بحمل الزاد والمزاد، ولهذا قال: ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ﴾، أي: سيرًا مقدرًا يعرفونه ويحكمون عليه؛ بحيث لا يتيهون عنه ﴿لَيَالِيَ وَأَيَّامًا﴾. [٣/ ١٤١٢ - ١٤١٣].
• • •

1 / 190