Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
Nau'ikan
سادات المفتين العلماء، قال الليث عن مجاهد: العلماء: أصحاب محمد ﷺ. وقال سعيد عن قتادة في قوله تعالى [وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ] سبأ ٦، قال: أصحاب محمد ﷺ (١).
٥) أن الله ﷾ قسم المؤمنين من أصحاب النبي ﷺ إلى قسمين وفريقين:
الأول): وهم المهاجرون: الذي هجروا أوطانهم وأموالهم وفارقوها طلبًا لما عند الله تعالى وإجابة لداعيه، وإقامة لدينه.
قال الإمام أبو حيان: فبدأ بالمهاجرين؛ لأنهم أصل الإسلام، وأول من استجاب لله، فهاجر قوم إلى المدينة، وقوم إلى الحبشة، وقوم إلى ابن ذي يزن، ثم هاجروا إلى المدينة، وكانوا قدوة لغيرهم في الإيمان، وسبب تقوية الدين (ومن سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) (٢).
وقال الإمام ابن كثير: وأحسن ما قيل في قوله تعالى [وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ] الحشر ٩، أي: لا يحسدونهم على فضل ما أعطاهم الله على هجرتهم، فإن ظاهر الآيات تقديم المهاجرين على الأنصار، وهذا أمر مجمع عليه بين
_________
(١) ابن القيم: إعلام الموقعين: ١/ ١٤
(٢) أبو حيان: البحر المحيط: ٥/ ٣٥٧
1 / 54