39

Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

Nau'ikan

١٣٩، قال الإمام ابن كثير: أي العاقبة والنصرة لكم أيها المؤمنون (١). وقيل: إن معنى (إن) في الآية: إذ. وقيل: إن قوله تعالى [إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] إما لها تعلق: أ. بالنهي في الآية، فيكون ذلك هزًا للنفوس بما يوجب قوة القلب، والثقة بصنع الله تعالى، وقلة المبالاة بالأعداء. ب. بالجملة الخبرية، فيكون المعنى، أي: إن صدقتم بما وعدكم وبشركم به من الغلبة (٢). وقد وصف الله تعالى أصحاب النبي ﷺ بوصف الإيمان في موضع تحرج فيه الصحابة ﵃، إذ نزل تحريم الخمر، ومات أناس من الصحابة ﵃ وهم يشربونها، فقالوا: كيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها فنزلت [لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ] المائدة ٩٣. وقال الله ﷾ في موضع آخر، واصفًا أصحاب النبي ﷺ بوصف الإيمان أيضًا [هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ] الأنفال ٦٢، قال الإمام ابن كثير: ذكر نعمته عليه مما أيده به من المؤمنين من المهاجرين

(١) ابن كثير: مرجع سابق: ١/ ٤١٧ (٢) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ٤/ ٢١٣، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ١/ ٤١٧

1 / 46