Al-Insaaf wal-Itidaal ‘ind al-Haafidh adh-Dhahabi

Hani Fakih d. Unknown
67

Al-Insaaf wal-Itidaal ‘ind al-Haafidh adh-Dhahabi

الإنصاف والاعتدال عند الحافظ الذهبي

Mai Buga Littafi

نادي المدينة المنورة الأدبي

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Nau'ikan

الفصل التاسع عشر توقيره للنبي ﷺ بين الغلو والجفاء للذهبي كلام نفيس في مسألة وجوب توقير النبي ﷺ في حدود المسموح به شرعًا، فلا غلو ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط، يقول ﵀: «لو روى الشخص حديث: أن النبي ﷺ سُحِرَ، وحاول بذلك تنقصًا كفر وتزندق، وكذا لو روى حديث أنه: سلَّم من اثنتين، وقال: ما درى كم صلى! يقصد بقوله شينه ونحو ذلك كفر، فإن النبي ﷺ قال: إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فالغلو والإطراء منهي عنه، والأدب والتوقير واجب، فإذا اشتبه الإطراء بالتوقير توقف العالم وتورع، وسأل من هو أعلم منه حتى يتبين له الحق، فيقول به، وإلا فالسكوت واسع له، ويكفيه التوقير المنصوص عليه في أحاديث لا تحصى، وكذا يكفيه مجانبة الغلو الذي ارتكبه النصارى في عيسى، ما رضوا له بالنبوة حتى رفعوه إلى الإلهية وإلى الوالدية، وانتهكوا رتبة الربوبية الصمدية، فضلوا وخسروا، فإن إطراء رسول الله ﷺ يؤدى إلى إساءة الأدب على الرب، نسأل الله تعالى أن يعصمنا بالتقوى، وأن يحفظ علينا حبنا للنبي ﷺ كما يرضى» (^١).

(^١) ميزان الاعتدال ٢/ ٦٤٩.

1 / 87