195

Al-Imam Al-Ash'ari: His Life and Doctrinal Evolutions

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Mai Buga Littafi

دار الفضيلة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

٤ - الدليل القرآني الذي استدل به الأشعري في هذا المقام على أن الله لم يزل متكلمًا وهو قوله تعالى في سورة الكهف: ﴿قُلْ لَوْ … كَانَ … الْبَحْرُ … مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي﴾ [آية ١٠٩] هو نفس الدليل الذي استدل به السلف بأن الله لم يزل متكلمًا (^١). وهذا الدليل يستدل به من يرى استمرار صفة الكلام وعدم انقطاعها ولا يستدل به من يره الكلام القديم.
٥ - أن الإمام الأشعري قد وصف الله ﷿ بأنه لا يزال متكلمًا باعتبار الكلام المتجدد والمستمر صفة كما يتصف الله تعالى بها. ثم نزه ربه سبحانه - عن صفة النقص التي تتمثل - كما قال الأشعري - في وصفه - تعالى - بالسكوت أو عدم الكلام أو الآفة التي تمنع عن الكلام .. فلو أنه ﵀ قد وصف ربه بصفة الكلام الذاتي الذي لا يتجدد ولا يستمر، لتحقق فيه - تعالى الله - ما اعتبره الأشعري صفة نقص وآفة وهو السكوت عن الكلام، أو عدم الكلام. فكلام الشيخ الأشعري ﵀ واضح في أنه سبحانه إذا لم يكن متكلمًا فهو موصوف بالسكوت أو الآفة. وكلاهما صفة نَقْصٍ يتنزه الله عنها. وهذا النقص الذي نزه الأشعري ربنا عنه.

(^١) (انظر: التوحيد لابن منده ص ٥٩٩.

1 / 202