117

Al-Imam Al-Ash'ari: His Life and Doctrinal Evolutions

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Mai Buga Littafi

دار الفضيلة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

مجنون، فقال: لا، بل وقف حمار الشيخ في العقبة، فانقطع الجبائي. وهذه المناظرة دالة على أن الله تعالى خص من شاء برحمته وخص آخر بعذابه، وأن أفعاله غير معللة بشيء من الأغراض (^١).
المناظرة الثانية: حيث أوردها الفخر الرازي (^٢) بصياغة أخرى قريبة من هذه، ولكنه جعل المخاطب للجبائي امرأة عجوز ألقمها الأشعري

(^١) انظر وفيات الأعيان/ ٤/ ٢٦٧، والطبقات الكبرى للسبكي ٣/ ٣٥٦. وهذه وردت من غير سند فلا يعول عليها.
(^٢) هو: فخر الدين، محمد بن عمر، بن الحسين القرشي البكري الطبرستاني، أبو عبد الله، وأبو المعالي، المعروف، بالفخر الرازي، ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة، قال عنه الذهبي: العلامة الكبير ذو الفنون، الأصولي المفسر كبير الأذكياء والحكماء، والمصنفين، ا. هـ. تعلم الفقه على المذهب الشافعي، وله العديد من المصنفات ومن أهمها: تفسيره المشهور بالتفسير الكبير ومفاتح الغيب. ومن كتبه المحصول في أصول الفقه، كان معظمًا عند ملوك الخوارزمية، حتى أكرموه، فأصبح من الأثرياء. وقعت له خصومات مع الكرامية، رجع ﵀ في أواخر حياته إلى منهج السلف، قال الذهبي: مات في سنة ٦٠٦ هـ وله بضع وستون سنة، وقد اعترف في آخر عمره، حيث يقول: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلًا ولا تروي غليلًا. رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه ٢] وقوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر ١٠] وأقرأ في النفي، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى، ١١] ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي، وقال ابن كثير: وكان مع غزارة علمه، وتبحره في فن الكلام يقول: من لزم مذهب العجائز كان هو الفائز وأوحى عند موته برجوعه إلى طريقة السلف. وتسليم ما ورد على الوجه المراد اللائق بجلال الله تعالى. انظر في ترجمته البداية والنهاية ١٧/ ١١. وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٥٠٠.

1 / 124