al-‘Ilal wa Ma‘rifat ar-Rijāl

Ahmad Ibn Hanbal d. 241 AH
29

al-‘Ilal wa Ma‘rifat ar-Rijāl

العلل ومعرفة الرجال

Bincike

وصي الله بن محمد عباس

Mai Buga Littafi

دار الخاني

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

1422 AH

Inda aka buga

الرياض

ولهذا لم يتكلم في هذا العلم إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم. قال أبو عبد الله بن مندة الحافظ: انما خص الله بمعرفة هذه الاخبار نفرا يسيرا من كثير ممن يدعي علم الحديث، فأما شأن الناس ممن يدعي كثرة كتابة الحديث أو متفقه في علم الشافعي وأبي حنيفة أو متبع لكلام الحارث المحاسبي والجنيد وذي النون وأهل الخواطر. فليس لهم أن يتكلموا في شئ من علم الحديث إلا من أخذه عن أهله وأهل المعرفة. فحينئذ يتكلم بمعرفة (١) . وقال عبد الرحمن بن مهدي: معرفة الحديث إلهام، فلو قلت للعالم يعلل الحديث من أين قلت هذا لم يكن له، حجة، ذكره الحاكم. وذكر أيضا باسناده عن أبي زرعة وقال له رجل: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة، أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن واره يعني محمد بن مسلم ابن واره، وتسألنه عنه ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته، ثم يقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث. فإن وجدت بيننا خلافا في علته فاعلم إن كلا منا تكلم على مراده. وإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم. قال: ففعل الرجل. فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: أشهد أن هذا العلم إلهام (٢) . وهنا تنبيه: ينبغي أن نفهم كلام عبد الرحمن بن مهدي على وجهه، وهو أنه ليس مقصوده من قوله " معرفة الحديث إلهام " أنه قد يعلل ولا حجة له فيه إنما

(١) شرح علل الترمذي لابن رجب ٦١، ٦٢. (٢) معرفة علوم الحديث للحاكم ١١٢ - ١١٣. (*)

1 / 35