Al-Ibanah 'an Asbab al-I'anah 'ala Salat al-Fajr wa Qiyam al-Layl
الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل
Nau'ikan
ومن حافظَ على صلاةِ الفجرِ جماعةً فإنَّه يبرأ من صفاتِ المنافقين وأن يكونَ منهم، لأنَّ صلاةَ الفجرِ ثقيلةٌ على المنافقين. لحديثِ: (إن أثقلَ صلاةٍ على المنافقين صلاةُ العشاء وصلاةُ الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا) متفق عليه.
كما أنَّ الحفاظَ على صلاةِ الفجرِ سببٌ معينٌ رؤيةِ اللهِ تعالى يومَ القيامةِ، فعن جريرٍ –﵁ قال: كنَّا جلوسًا عندَ النبيِّ – ﷺ إذ نظرَ إلى القمرِ ليلةَ البدرِ فقال: (أمَا إنَّكم سترون ربَّكم كما ترون هذا لا تضامون ولا تضاهون في رؤيتِه، فإن استطعتم أن لا تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها فافعلوا، ثم قال: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) رواه البخاري.
وقد أخبرَ النبيُّ – ﷺ بأنَّ سنةَ الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، فكيف بصلاةِ الفجرِ نفسِها؟! قال رسولُ اللهِ – ﷺ: (ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها) رواه مسلم.
ومن أراد التكثُّرَ من الخيراتِ وزيادةَ الحسناتِ، جلس بعد أن يصليَ الفجرَ يذكرُ اللهَ تعالى حتى تطلعَ الشمسُ وهو في مصلَّاه، فقد قال النبيُّ – ﷺ (من صلَّى الفجر في جماعةٍ ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ ثم صلى ركعتين كانت له كأجرِ حجةٍ وعمرةٍ تامة تامة تامة) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
ونلحظ في هذا الحديثِ أن النبيَّ –ﷺ قد نصَّ على أنَّ الصلاةَ تكون في جماعةٍ ليتمَّ له الأجرُ المذكورُ.
كلُّ هذه الأجورِ لمن أقام صلاتَه وأحسنها كما أراد اللهُ؛ واللهُ يضاعفُ لمن يشاء.
1 / 11