220

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Mai Buga Littafi

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

ضرب الخندق على المدينة بمشورة سلمان الفارسي فحفروا الخندق بينهم وبين العدو، وجعلوا جبل سلع من خلف ظهورهم، وقد صار المحاربون لرسول الله ﷺ خمسة أصناف هم: المشركون من أهل مكة، والمشركون من قبائل العرب، واليهود من خارج المدينة، وبنو قريظة، والمنافقون، وكان من وافى الخندق من الكفار عشرة آلاف، والمسلمون مع النبي ﷺ ثلاثة آلاف، وقد حاصروا النبي ﷺ شهرًا، ولم يكن بينهم قتال، لأجل ما حال الله به من الخندق بينهم وبين المسلمين، إلا أن فوارس من قريش، منهم عمرو بن عبد وُدٍّ العامري أقبلوا فجالت بهم خيولهم، فنظروا إلى مكان ضيق من الخندق فاقتحموه، ثم جالت بهم خيولهم في السبخة بين الخندق وسلع، ودعوا إلى البراز (١).
وهذا هو موضع الشاهد لموقف علي بن أبي طالب ﵁:
قال عمرو بن عبد ودّ في هذا الموقف: من يُبارز؟ فقام علي بن أبي طالب، فقال: أنا لها يا رسول الله! فقال: " إنه عمرو، اجلس "، ثم نادى عمرو: ألا رجل يبرز؟ فجعل يؤنّبهم، ويقول: أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها؟ أفلا تبرزون إلي رجلًا؟ فقام علي، فقال: أنا يا رسول الله! فقال: " اجلس " ثم نادى الثالثة. . . فقام علي ﵁، فقال: يا رسول الله أنا، فقال: " إنه عمرو "، فقال: وإن كان عمرًا! فأذن له رسول الله ﷺ، فمشى إليه علي حتى أتى إليه، فقال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا علي. قال: ابن عبد مناف؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، وقال علي: يا عمرو، إنك قد كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: أجل، قال علي: فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإِسلام، قال: لا حاجة لي

(١) انظر: زاد المعاد ٣/ ٢٦٩ - ٢٧٦، وسيرة ابن هشام ٣/ ٢٢٩ - ٢٥٢، والبداية والنهاية ٤/ ٩٢ - ١١٦.

1 / 238