171

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Mai Buga Littafi

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

فاختبره بهذه الحادثة فوجده كما وُصِفَ، فأسلم وآمن وصدق، وشهد مع النبي ﷺ مشاهده، واستشهد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر (١) فقد أقام محمد ﷺ براهين عديدة من أخلاقه على صدقه، وأن ما يدعو إليه حق.
٤ - موقفه ﷺ مع الأعرابي الذي بال في المسجد: عن أنس بن مالك ﵁ قال: «بينما نحن في المسجد مع رسول الله ﷺ إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله ﷺ: مَه مَه (٢) قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تزرموه (٣) دعوه "، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله ﷺ دعاه فقال له: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن "، أو كما قال رسول الله ﷺ.
قال: فأمر رجلًا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه (٤) عليه» (٥). وقد ثبت في البخاري وغيره أن هذا الرجل هو الذي قال: «اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا»، فعن أبي هريرة ﵁ قال: «قام رسول الله ﷺ في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة:

(١) الإصابة في تمييز الصاحبة ١/ ٥٦٦.
(٢) مه: كلمة زجر، وهو اسم مبني على السكون، معناه: اسكت. وقيل: أصلها: ما هذا؟ انظر: شرح النووي ٣/ ١٩٣.
(٣) لا تزرموه: أي لا تقطعوا عليه بوله. والإزرام: القطع. انظر: المرجع السابق ٣/ ١٩٠.
(٤) شنه: أي صبه عليه. انظر. المرجع السابق٣/ ١٩٣.
(٥) أخرجه مسلم بلفظه في كتاب الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد وأن الأرض تطهر بالماء من غير حاجة إلى حفرها ١/ ٢٣٦، والبخاري مع الفتح بمعناه مختصرا في كتاب الوضوء باب ترك النبي ﷺ والناس الأعراب حتى فرغ من بوله في المسجد ١/ ٣٢٢، وروايات بول الأعرابي في البخاري في عدة مواضع١/ ٢٢٣، ١٠/ ٤٤٩، ١٠/ ٥٢٥.

1 / 187