Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
162

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Mai Buga Littafi

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

لهم بالهداية والغفران، وعذرهم في جناياتهم على أنفسهم بأنهم لا يعلمون (١) قال ﷺ: «اشتد غضب الله على قوم فعلوا هذا برسول الله ﷺ "، وهو حينئذ يشير إلى رباعيته، "اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله ﷿» (٢). وفي إصابة النبي ﷺ يوم أحد عزاء للدعاة فيما ينالهم في سبيل الله من أذى في أجسامهم، أو اضطهاد لحرياتهم، أو قضاء على حياتهم، فالنبي ﷺ هو القدوة قد أوذي وصبر (٣). ٣ - ومن مواقفه التي تزخر بالحكمة والشجاعة ما فعله في معركة حنين: بعد أن دارت معركة حنين والتقى المسلمون والكفار، ولَّى المسلمون مدبرين (٤) فطفق رسول الله ﷺ يركض بغلته قِبَلَ الكفار. . . ثم قال: "أي عباس، ناد أصحاب السمرة" فقال عباس: - وكان رجلًا صيتًا- فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عَطْفَتهم حين سمعوا صوتي عَطْفَة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، قال: فاقتتلوا والكفار. . . فنظر رسول الله ﷺ وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال ﷺ: "الآن حمي الوطيس " (٥).

(١) شرح النووي على مسلم١٢/ ١٥٠ بتصرف. (٢) البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب ما أصاب النبي ﷺ من الجراح يوم أحد ٧/ ٣٧٢، ومسلم، كتاب الجهاد، باب اشتداد كضب الله على من قتله رسول الله ٣/ ٩٤١٧. (٣) السيرة النبوية دروس وعبر، ص١١٦. (٤) كان مع النبي ﷺ في هذه الغزوة ألفان منِ أهل مكة مع عشرة آلاف من أصحابه الذين خرجوا معه من المدينة ففتح بهم، وكانوا اثني عشر ألفًا. انظر: زاد المعاد ٣/ ٤٦٨. (٥) مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين، وقد اختصرت ألفاظه ٣/ ١٣٩٨.

1 / 178