باللغات المختلفة للقبائل السبعة المؤتلفة.
وفي الحديث عن عمر ﵁ قال: (سمعت هشام بن حكيم (^١) يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرؤها عليه -وكان رسول الله ﷺ هو الذي أقرأنيها- فأمهلته حتى انصرف من صلاته ثم لبَّبْتُهُ بردائه فأتيت به إلى رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأتنيها فقال ﷺ: "اقرأ" فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال: "هكذا أنزلت"، ثم قال لي: "اقرأ"، فقرأت فقال: "هكذا أنزلت؛ إن القرآن أنزل على سبعة أحرف اقرءوا ما تيسر منه") (^٢).
والحاصل: أن زيد بن ثابت جمع الأحرفَ السبعةَ والوجوهَ المشتهرةَ وكانت متفرقةً عند بعضِ الصحابةِ، ومجموعةً عند بعضٍ بالحفظِ أو الكتابةِ.
٢٩ - فأمسك الصحفَ الصديقُ ثم إلى الـ … ـــــفاروق أسْلمَها لمَّا قضى العُمُرا
"العُمُر": بضمتين أفصح من ضم فسكون (^٣) وألفه للإطلاق، والمعنى: أن بعد جمع زيد أخذ "الصديق" تلك الصحيفة لأنه كان هو الخليفةَ ثم عند قضاء عمرِهِ، وأداء دهرِهِ، وتولية عمر في أمره، أسلم الصحف إليه، ليحفظها فيما بين يديه، لاعتماد الجميع عليه.