al-Ghaybah
الغيبة
Mai Buga Littafi
دار القاسم
Nau'ikan
تمهيد
اعلم أخي الكريم أنَّ مَن حَفِظ لسانه قلَّ خطؤه، وكان أملك لزمام أمره، وأجدر ألاَّ يقع في محذور .. وقد ضمن له النبيُّ ﷺ الجنة في قوله: «من يضمنْ لي ما بين لُحييه وما بين رِجليه، أضمنْ له الجنة» (١).
وما بين اللُحيين هو اللسان، وما بين الرِّجلين هو الفرج.
قال الإمام النووي ﵀:
اعلم أنه ينبغي لكلِّ مُكلَّفٍ أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام، إلاَّ كلامًا ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسُنة الإمساك عنه؛ لأنه قد يجرّ الكلام إلى حرامٍ أو مكروه، وذلك كثيرٌ في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء.
فمن استقام لسانه استقامت جوارحه، ومن عصى لسانه وخاض في أعراض الناس عصت جوارحه وانتهكت حرمات الله، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال:
«إذا أصبح ابن آدم فإنَّ الأعضاء كلَّها تكفر اللسان تقول: اتقِ الله فينا، فإنما نحن بك؛ فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا» (٢).
_________
(١) رواه البخاري (١١/ ٢٦٤) في الرقاق: باب حفظ اللسان، والترمذي رقم (٢٤١٠) في الزهد: باب ما جاء في حفظ اللسان.
(٢) رواه الترمذي رقم (٢٤٠٩) في الزهد، باب: ما جاء في حفظ اللسان، وهو حديث حسن.
1 / 6