34

Useful Fatwas for the People of the Era, Abridged from the 35 Volumes of Imam Ibn Taymiyyah's Fatwas

الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً

Editsa

حسين الجمل

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي

Shekarar Bugawa

1411 AH

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

وهذا يموت مقتولاً: إما بالسم، وإما بالسيف، وإما بالحجر وإما بغير ذلك من أسباب القتل، وعلم الله بذلك، وكتابته له، بل مشيئته لكل شيء، وخلقه لكل شيء لا يمنع المدح والذم والثواب والعقاب، بل القاتل إن قتل قتيلاً أمر الله به ورسوله، كالمجاهد في سبيل الله - أثابه الله على ذلك، وإن قتل قتيلاً حرمه الله ورسوله - كقتل القطاع والمعتدين - عاقبه الله على ذلك، وإن قتل قتيلاً مباحاً - كقتيل المقتص - لم يثب ولم يعاقب إلا أن يكون له نية حسنة، أو سيئة في أحدهما.

والأجل أجلان ((أجل مطلق)) يعلمه الله، ((وأجل مقيد)) وبهذا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه))(١) فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلاً وقال: ((إن وصل رحمه زدته كذا وكذا)) والملك لا يعلم أيزداد أم لا، لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر.

ولو لم يقتل المقتول، فقد قال بعض القدرية: إنه كان يعيش، وقال بعض نفاة الأسباب: إنه يموت، وكلاهما خطأ، فإن الله علم أنه يموت بالقتل، فإذا قدِّر خلاف معلوم كان تقديراً لما لا يكون لو كان كيف كان يكون، وهذا قد يعلمه بعض الناس، وقد لا يعلمه، فلو فرضنا أن الله علم أنه لا يقتل، أمكن أن يكون قدر موته في هذا الوقت، وأمكن أن يكون قدر حياته إلى وقت آخر، فالجزم بأحد هذين على التقدير الذي لا يكون جهل.

وهذا كمن قال: لو لم يأكل هذا ما قدر له من الرزق كان يموت أو يرزق شيئاً آخر، وبمنزلة من قال: لو لم يحبل هذا الرجل هذه المرأة هل تكون عقيماً أو يحبلها رجل آخر، ولو لم تزرع هذه الأرض هل كان يزرعها

(١) رواه البخاري (٦/٨) ومسلم (٢٥٥٧) عن أنس.

34