200

Durr Mandud

الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود

Bincike

بوجمعة عبد القادر مكري ومحمد شادي مصطفى عربش

Mai Buga Littafi

دار المنهاج

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1426 AH

Inda aka buga

جدة

اللهم؛ صلّ على محمد، وبلّغه درجة الوسيلة عندك، واجعلنا في شفاعته يوم القيامة.. وجبت له الشفاعة» «١» . واعلم أنه مر تفسيره ﷺ للوسيلة بأنها أعلى منزلة أو درجة في الجنة، وأصلها لغة: ما يتقرب به للكبير، قال ﷾: وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ، قال جمع: هي القربة، وقال آخرون: كلّ ما يتوسّل- أي: يتقرب به- كالتوسل إلى الله تعالى بنبيه ﷺ. و(المقام المحمود): هو الشفاعة العظمى في فصل القضاء، يحمده فيه الأولون والآخرون، ومن ثمّ فسّر في أحاديث بالشفاعة، وعليه إجماع المفسرين على ما قاله الواحدي، وقيل: شهادته لأمته وعليهم، وقيل: إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة، وقيل: هو أن يجلسه الله ﷿ على العرش، وفي «صحيح ابن حبان»: «يبعث الله الناس، فيكسوني ربي حلة خضراء، فأقول ما شاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود» «٢» . ولا ينافي الأول، لاحتمال أن هذه الكسوة علامة على الإذن له في الشفاعة العظمى. ثم رأيت بعض المحققين ذكر ما يقرب منه، فقال: يظهر أن المراد بالقول المذكور: هو الثناء الذي يقدمه بين يدي الشفاعة، وأن المقام المحمود: هو جميع ما يحصل له في تلك الحالة. وله ﷺ شفاعات غير العظمى، كالشفاعة لمن يدخل من أمته ﷺ الجنة بغير حساب، وهذه كالعظمى من خصائصه ﷺ. - ولعصاة أدخلتهم ذنوبهم النار فيخرجون، وإنكار المعتزلة لهذه من

(١) المعجم الكبير (١٢/ ٦٦) . (٢) أخرجه ابن حبان (٦٤٧٩)، والحاكم (٢/ ٣٦٣)، وأحمد (٣/ ٤٥٦)، والديلمي في «الفردوس» (٨٧٦٩) .

1 / 206