175

البستان في إعراب مشكلات القرآن

البستان في إعراب مشكلات القرآن

Editsa

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

Mai Buga Littafi

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Nau'ikan

زيدٌ بخارج، فإذا جاءت العرب بالجَحْدَيْن في أول الكلام كان أحدُهما صلةً، تقول: ما ما قمتُ، تريد: ما قمتُ، ومثله: ما إنْ قمتُ، تريد: ما قمت (^١).
قال الفراء (^٢): وإنَّما قال: ﴿جَسَدًا﴾ ولم يقل: أجسادًا؛ لأنها اسم الجنس، كقوله: ﴿يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ (^٣)، وقد تقدَّم قول الزَّجّاج فيه.
قوله تعالى: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً﴾ أي: أهلكنا أهلَها، يُخَوِّفُ أهلَ مكة، والقَصْمُ: الكسر والدَّقُّ، يقال منه: قَصَمْتُ ظَهْرَ فلانٍ، وانْقَصَمَتْ سِنُّهُ: إذا انكسرتْ.
قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا﴾ يعني: رأَوْا عذابنا ﴿إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (١٢)﴾ يعني: يسرعون هاربين، يقال منه: رَكَضَ فلانٌ فَرَسَهُ: إذا لَكَزَهُ بالرِّجْلِ، وأصله: التحريك.
قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (١٦)﴾ يريد: لم نخلقهما عبثًا ولا باطلًا، بل خلقناهما دلالةً على قدرتنا ووحدانيَّتنا ليعتبروا بخلقهما ويتفكَّروا فيهما ويعلموا أنّ العبادةَ لا تصلح إلا لخالقهما (^٤)، ونَصْب ﴿لَاعِبِينَ﴾ على الحال (^٥).

(^١) انتهى قول ثعلب والمبرد، وقد حكاه أبو عمر الزاهد بنصه في ياقوتة الصراط ص ٣٥٧: ٣٥٩، وذكره الأزهري باختلاف يسير في التهذيب ١٠/ ٥٦٦، ٥٦٧، وينظر: زاد المسير ٥/ ٣٤١.
(^٢) قال الفراء: "وَحَّدَ الجسدَ ولم يجمعه، وهو عربي؛ لأن الجسد كقولك: شيئًا مجسدًا؛ لأنه مأخوذ من فعل فكفى من الجمع، وكذلك قراءة من قرأ: ﴿لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ﴾، والمعنى: سُقُوف"، معاني القرآن ٢/ ١٩٩.
(^٣) غافر ٦٧.
(^٤) من أول قوله: "لم نخلقهما عبثًا. . . " قاله ابن الجوزي بنصه في زاد المسير ٥/ ٣٤٣.
(^٥) وهي الحال اللازمة الذكر، وصاحب الحال هو ضمير الفاعل في ﴿خَلَقْنَا﴾، ينظر: التبيان للعكبري ص ٩١٣.

1 / 183