171

البستان في إعراب مشكلات القرآن

البستان في إعراب مشكلات القرآن

Editsa

الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن الجندي

Mai Buga Littafi

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Nau'ikan

ذِكْرًا. ﴿إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢)﴾ قال ابن عباس: يستمعون القرآن مستهزئين ﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾ يعني: ساهيةً. مشغولةً بالباطل عن الحق، معرضةً عن ذكر اللَّه، مأخوذٌ من قول العرب: لَهِيتُ عَنِ الشَّيْءِ: إِذا تَرَكْتَهُ (^١).
وهو منصوبٌ على الحال من ﴿يَلْعَبُونَ﴾ (^٢)، وقيل: لأنه نعتٌ تقدَّم الاسمَ، ومن حقَّ النعت أن يَتْبع الاسمَ في جميع الإعراب، فإذا تقدَّم النعتُ الاسمَ فله حالتان: فَصْلٌ ووصل، فحالُهُ في الفصل النصبُ، كقوله تعالى: ﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ﴾ (^٣)، ﴿وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا﴾ (^٤) و﴿لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾، قال الشاعر:
١ - لِمَيّةَ مُوحِشًا طَلَلُ... يَلُوحُ كَأنَّهُ خِلَلُ (^٥)
أراد: طلَلٌ موحِشٌ، وحالُه في الوصل حالُ ما قبلَه من الإعراب، كقوله

(^١) ينظر: تهذيب اللغة ٦/ ٤٢٨، الصحاح ص ٢٤٨٧.
(^٢) يريد: من واو الجماعة في ﴿يَلْعَبُونَ﴾، قاله الكسائي والفراء والزجاج، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ١٩٨، معانِي القرآن وإعرابه ٣/ ٣٨٣، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٦٣.
(^٣) القمر ٧.
(^٤) الإنسان ١٤.
(^٥) البيت من الوافر المَجزوء، لكُثَيِّرِ عَزّةَ، ورواية ديوانه: "لِعَزةَ"، ومن رواه: "لِمَيّةَ"، قال: إنه لذي الرمة، وسوف يتكرر البيت مرة أخرى ٥/ ١٣٤ من هذا الكتاب.
اللغة: الخِلَلُ: جمع خِلّةٍ، وهي بطانة يُغَشَّى بها جفن السيف، تُنْقَشُ بالذهب وغيرِهِ.
والشاهد فيه قوله: "موحشًا طللُ" فقد نصب "موحشًا" على الحال من "طللُ"، وكان في الأصل نعتًا له، فلما تقدم عليه صار حالًا منه.
التخريج: ديوان كُثَيِّر ص ٥٠٦، الكتاب ٢/ ١٢٣، معاني القرآن للفراء ١/ ١٦٧، كتاب الشعر ص ٢٢٠، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٥٩، الخصائص ٢/ ٤٩٢، عين المعاني ورقة ٨٣/ أ، أسرار العربية ١٤٧، شرح المفصل ٢/ ٥٠، ٦٢، اللسان: خلل، وحش، مغني اللبيب ص ١١٨، ٥٧١، ٨٦٥، شرح شواهد المغني ٢٤٩، خزانة الأدب ٣/ ٢١١، ٦/ ٤٣.

1 / 179