120

Al-Burhan fi Wujuh al-Bayan

البرهان في وجوه البيان

Bincike

د. حفني محمد شرف (أستاذ البلاغة، والنقد الأدبي المساعد - كلية دار العلوم، جامعة القاهرة)

Mai Buga Littafi

مكتبة الشباب (القاهرة)

Inda aka buga

مطبعة الرسالة

Nau'ikan

نصراني يقول لمسلمة: يا قحبة؟ فأخذته الأيدي والنعال حتى كاد [أن] يتلف؛ ولو كان لزوم السجع في القول، والإعراب في اللفظ هما البلاغة لكان الله ﷿ أولى باستعمالها في كلامه الذي هو أفضل الكلام. ولكان النبي ﷺ والأئمة المهديون، (والسلف المتقدمون) قد استعملوها، ولزموا سبيلها، وسلكوا طريقهما، فاما ولسا واجدين مما في أيدينا من كلامهم استعمال السجع والغريب إلا في المواضع اليسيرة، فهم أولى بأن يقتدى بهم، ويحتذى بمناهجهم ممن قد نبت في هذا الوقت من هؤلاء الذين ليس معهم من البلاغة إلا إدعاؤها، ولا من الخطابة إلا التحلي باسمها. ومما يزيد في حسن الخطابة وجلالة موقعها، جهارة الصوت، فإنه من أحد [أوصاف]، الخطباء، ولذلك قال الشاعر: (جهير الكلام جهير العطاس ... سريع النياط جهير النغم) وقال آخر: (إن صاح يوما حسبت الصخر منحدرًا ... والريح عاصفة والموج يلتعلم) وذم آخر بعض الخطباء بدقة الصوت وضآلته فقال: (ومن عجب الأيام أن قمت خاطبًا ... وأنت ضئيل الصوت منتفخ السحر"

1 / 167