بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهداهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وبعد:
فإنَّ علم الفرائض من أشرف العلوم وأجلُّها وأعظمها قدراً، فهو بابٌ عظيمٌ القدر من أبواب الفقه؛ تولى الله تعالى قسمة الميراث بين المستحقين بنفسه في كتابه الكريم، وقد حثَّ نبينا ﷺ على تعلمه وتعليمه والعناية به كما في الحديث: (العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل؛ آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة)(١). وقال ﷺ: (تعلموا الفرائض وعلّموها الناس، فإني امرؤ مقبوض، وإن العلم سيقبض حتى يختلف الرجلان في الفريضة لا يجدان من يخبرهما)(٢). وهو نصف العلم، وأنه أول علم ينزع كما في الحديث: (تعلموا الفرائض وعلموها فإنه نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول علم ينزع من أمتي)(٣).
فعلم الفرائض من العلوم المحمودة النافعة، لما ينشأ عن المعرفة به من
(١) أخرجه: أبو داود في سننه (١١٩/٣، ح٢٨٨٥) وابن ماجه في سننه (٢١/١، ح ٥٤) والحاكم في المستدرك (٣٦٩/٤، ح٧٩٤٩).
(٢) أخرجه: الحاكم في المستدرك (٣٦٩/٤، ح ٧٩٥٠) والنسائي في السنن الكبرى (٩٧/٦، ح ٦٢٧١) والبيهقي في السنن الكبرى (٣٤٣/٦، ح ١٢١٧٣) والدارقطني في سننه (١٤٣/٥، ح ٤١٠٣).
(٣) أخرجه: الترمذي في سننه (٤٨٤/٣، ح٢٠٩١) وابن ماجه في سننه (٩٠٨/٢، ح٢٧١٩) والحاكم في المستدرك (٣٦٩/٤، ح ٧٩٤٨).