Al-Azhar and Its Impact on the Modern Literary Renaissance

Mohammed Kamel El-Feki d. 1406 AH
107

Al-Azhar and Its Impact on the Modern Literary Renaissance

الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة

Mai Buga Littafi

المطبعة المنيرية بالأزهر الشريف

Nau'ikan

ومونتسكيو، ولقد رويت عن عمك الأعز ﵀ أن والده الأكرم -أكرم الله موثاهما- ترجمهما، وأن نسختهما موجودة، وأسمعني ما بقيت حافظه إلى الآن، مما يبرهن على أنه -طيَّبَ الله ثراه- ترجمهما، وهو: وملطبرون يشهد وهو عدلٌ ... ومونتسكيو يقول ولا يماري١ وعلَّق على هذا الخطاب بقوله: ونحن نَزُفُّ البشرى إلى الجمهور بوجود أصل هذين الكتابين في خزانة كتب المؤلف، وتعويل حضرة حفيده الأكرم على طبعهما إجابة لطلب فضلية الأستاذ، وحبًّا في تعميم النفع لأبناء العصر. هذه دلائل قوية على ترجمة رفاعة بك لهذين الكتابين، ولكن بالرجوع إلى ما ترجم رفاعة في عهدي محمد على وإسماعيل باشا، لا توجد ترجمة مونتسكيو من بينهما، غاية الأمر أنه قرأ له، وتاثر به، وخاصَّةً كتاب "منهاج الألباب العصرية" فهو متأثر فيه بكتاب مونتسكيو، إلّا كتاب "براهان البيان وبيان البرهان في استكمال واختلال دولة الرومان"٢ وكانت الترجمة تحت إشراف رفاعة، وقد ترجم هذا الكتاب الأخير حسن أفندي الجبيلي، وانتهى من ترجمته في١٢ من ربيع الآخر سنة "١٢١٠هـ" أي: بعد وفاة رفاعة، وتَمَّ طبع هذا الكتاب بعد ثلاث سنوات، في ذي القعدة سنة "١٢٩٣هـ"، ومعنى ذلك: أن ليس فيما ترجم لمونتسكيو مما هو ثبت في الكتب المترجمة في عهدي محمد علي وإسماعيل إلا "بيان البرهان" ورفاعة فاخر بترجمة مونتسكيو في شعره، فلم يبق إلّا أن مسودات الكتاب في خزانة كتبه، أو امتدت إليه يد الضياع فعبثت به.

١ روى المرحوم الشيخ عبد الكريم سلمان البيت هكذا، ولعل حافظته هي المسئولة عن تغيير الروي. ٢ جمال الدين الشيال في العدد ٢٠٥ من مجلة الثقافة.

1 / 107